فيديو يوثق مجزرة الدعم السريع في معسكر أبو شوك، في خطوة مفجعة جديدة، وثق فيديو مروع من معسكر أبو شوك للنازحين في مدينة الفاشر، شمال دارفور غربي السودان، آثار مذبحة ارتكبتها قوات الدعم السريع. ا
للقطات تظهر صفوفا من الجثث داخل مسجد بعد غارة بطائرة بدون طيار أثناء صلاة الفجر، حيث يعتقد أن ما لا يقل عن سبعين شخصا قتلوا.
ما يظهره الفيديو والشهادات
يتضمن الفيديو مشاهدا لضحايا معسكر أبو شوك للنازحين لا يزالون يحملون السبحات والمصاحف، مما يزيد الفداحة والرمزية، خصوصا أن الهجوم وقع في بيت عبادة في الفاشر جراء هجوم الدعم السريع على المصلين.
ويروي الراوي أن الضحايا كانوا من فقراء معسكر أبو شوك للنازحين، ولم يكن لديهم شيء سوى ما حملوه معهم من أدوات العبادة في مسجد الفاشر.
يسمع في الفيديو أصوات المصلين الذين يدعون الله بالرحمة على الضحايا، ويستنكرون الدعم السريع التي “دنست المسجد وذبحت المدنيين العزل في أقدس لحظات صلاتهم”.
بيان غرفة طوارئ أبو شوك
أكدت غرفة طوارئ أبو شوك أن من بين القتلى “قادة محليين بارزين” منهم آدم ود الشيخ، رئيس الإدارة الأهلية في المخيم، والملك شريف، إلى جانب آخرين.
وقال بيان غرف طوارئ شمال دارفور حصل المنشر الاخباري على نسخة منه” نعرب عن خالص تعازينا ومواساتنا لأسر الضحايا جراء الاستهداف الذي استهدف المصلين في مسجد الفاشر اليوم. ونؤكد مجددا على أن استهداف المدنيين يشكل جريمة مكتملة الأركان، وأن المواطنين الأبرياء هم بعيدون عن دائرة الصراع الدائر حاليا”.
وأضاف البيان “وعليه، فإننا في مجلس غرف طوارئ شمال دارفور ندين بأشد العبارات استهداف المدنيين العزل، ونهيب بجميع الجهات المعنية بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة بحق المواطنين”.
وفق ما نشر منظمات حقوقية محلية، فإن العدد المرصود في بعض التقارير الميدانية يقارب 43 قتيلا في مسجد بإلساشر (الفاشر) من جراء ضربة بطائرة بدون طيار، بينما يسجل المجتمع الطبي المحلي عددا أكبر بناء على شهادات السكان والعاملين في الرعاية الصحية.
وأشارت تقارير مثل شبكة الأطباء في السودان إلى أن الهجوم استهدف مصلين بينهم كبار السن وأطفال، أثناء صلاة في مسجد، مما دفع إلى إدانات واسعة باعتباره “جريمة ضد الإنسانية”.
الصراع، الحصار والمجزرة
معسكر أبو شوك هو واحد من المعسكرات الكبيرة للنازحين في دارفور، وقد تأثر بشدة من القتال المستمر بين الجيش السوداني والدعم السريع.
تندرج هذه الحادثة ضمن سلسلة من الهجمات التي يزعم أنها تستهدف المدنيين والبنى التحتية المدنية، حيث أفادت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بأن المدنيين يتعرضون للقصف العشوائي، وانعدام الأمان، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المعسكرات.
استهداف مسجد وقت صلاة الفجر يعد خرقا صارخا للقوانين الدولية التي تحمي المدنيين وبيوت العبادة.
مع استمرار النزاع يصبح المستضعفون، خصوصا النازحين، عرضة لهجمات لا تحاسب، مما يفاقم الإحساس بانتهاك حقوق الإنسان ورغبة في العدالة.
الفيديو المذكور يكشف عن حادث مروع يعد من جرائم الحرب، واستهداف المدنيين العزل أثناء صلاة، في مسجد، داخل مخيم نزوح. يضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي تعاني منها دارفور والمناطق المتضررة من الحرب الأهلية.
وفي ظل الصمت أو البطء في التحقيقات، يبدو أن الدعم اللوجستي والسياسي لبعض الفصائل قد يمكنها من الإفلات من العقاب. تبقى المطالب واضحة: تحقيق دولي مستقل، حماية المدنيين، والضغط على الأطراف المتورطة لوقف القتل والخروج من دوامة العنف.










