في خطوة وصفت بـ”التاريخية”، قدم السيناتور الديمقراطي جيف ميركلي، مدعوما بعدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، أول مشروع قرار في مجلس الشيوخ يدعو إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، معتبرا ذلك خطوة أساسية نحو تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط.
القرار الذي يحظى برعاية مشتركة من السيناتور كريس فان هولن، وتيم كين، وبيرني ساندرز، وبيتر ويلش، يتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث تستعد عدة دول حليفة للولايات المتحدة لاتخاذ خطوات مماثلة للاعتراف بفلسطين، لتنضم إلى أكثر من 140 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة اعترفت بالفعل بدولة فلسطين.
أبرز بنود مشروع القرار:
الاعتراف الرسمي من قبل الولايات المتحدة بدولة فلسطينية.
الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
عودة جميع الرهائن المحتجزين لدى الأطراف المختلفة.
ضمان تدفق عاجل وغير مشروط للمساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين.
التأكيد على أن حل الدولتين هو المسار الوحيد لتحقيق الأمن والحرية والكرامة لكلا الشعبين.
ميركلي: آن أوان التحرك الأمريكي
وقال السيناتور ميركلي في تصريح له:”الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس مجرد خطوة عملية، بل هو القرار الصائب، وتقع على عاتق الولايات المتحدة مسؤولية أخلاقية وقيادية للمساهمة في حل هذا النزاع الطويل. لا يمكننا أن نترك الأمل يتبدد في ظل الحروب والدمار، وحان الوقت لتحرك جاد نحو السلام.”
وأشار إلى أن القرار يستند إلى قرارات الأمم المتحدة، خصوصا القرار 181 لعام 1947 وقرار مجلس الأمن 242 لعام 1967، مؤكدا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يعزز فرص حل الدولتين ويمثل أداة للضغط من أجل تسوية عادلة.
ردود أفعال مؤيدة لمشروع القرار
من جهته، قال جيريمي بن عامي، رئيس منظمة “جيه ستريت” المؤيدة لحل الدولتين:”هذا القرار يمثل خطوة شجاعة وضرورية نحو إنهاء عقود من الاحتلال والمعاناة، ويعيد التأكيد على التزام الولايات المتحدة بحقوق الإنسان والعدالة الدولية. ندعو جميع أعضاء مجلس الشيوخ إلى دعمه.”
وأشار بن عامي إلى أن تحرك ميركلي يملأ فراغا سياسيا أحدثته الإدارة الأمريكية السابقة التي تخلت عن التزاماتها الأخلاقية والقانونية تجاه الفلسطينيين، على حد وصفه.
يأتي هذا التحرك في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط تصعيدا عسكريا وإنسانيا خطيرا، خاصة في قطاع غزة، وسط تراجع فرص التفاوض وتزايد الانتقادات الدولية لسياسات الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، التي تعتبر معرقلة لحل الدولتين.
ويعد مشروع القرار، في حال تبنيه رسميا، تغييرا نوعيا في السياسة الأمريكية تجاه النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي، خصوصا أنه يقدم من داخل أعلى مؤسسة تشريعية أمريكية.
هل يمرر القرار؟
رغم أن مشروع القرار لا يزال في مراحله الأولية، إلا أنه يعكس تحولا داخل الحزب الديمقراطي وتزايد الأصوات الداعية إلى إعادة تقييم الموقف الأمريكي التقليدي من القضية الفلسطينية، في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والخارجية على واشنطن لاتخاذ موقف أكثر توازنا.
لكن في المقابل، يتوقع أن يواجه معارضة شديدة من أعضاء الحزب الجمهوري، إضافة إلى مجموعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، ما يجعل تمرير القرار في مجلس الشيوخ تحديا سياسيا كبيرا، لكنه يبقى سابقة مهمة ستترك أثرها في الخطاب السياسي الأمريكي.










