اعتبر عضو مجلس النواب العراقي رائد المالكي أن قرار إعفاء رئيس ديوان الوقف السني مشعان الخزرجي، وما تبعه من إشادة من قبل رئيس حزب السيادة خميس الخنجر، يشكل “تعزيزا لنفوذ تيار الإخوان المسلمين في العراق”، محذرا من “تحول هذا التيار إلى مرجعية دينية سنية تسخر الدين لأجندات سياسية وارتباطات خارجية”.
الخلاف حول رئاسة الوقف السني
التصريحات جاءت في أعقاب تغريدة للخنجر على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، عبر فيها عن ترحيبه باعتماد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ترشيحات المجمع الفقهي لرئاسة الوقف السني، معتبرا هذه الخطوة مؤشرا على توسع دعم السوداني له في المجال الديني، بعدما كان الدعم محصورا في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية.
وقرر السوداني “إعفاء رئيس ديوان الوقف السني، مشعان محي الخزرجي، من مهامه بناء على كتاب من المجمع الفقهي العراقي الذي رشح بدوره ثلاثة أسماء بديلة لتولي المنصب”
رئيس الوزراء العراقي كلف عامر شاكر الجنابي لتولي منصب رئيس ديوان الوقف السني وكالة لمدة ستة أشهر.”.
المالكي يحذر من “الاختراق الإخواني”
في منشور عبر صفحته على “فيسبوك”، حذر المالكي من خطورة “تسييس المؤسسة الدينية السنية” وربطها بجهات تتبنى فكر الإخوان المسلمين، مضيفا:”ليست لدينا مشكلة مع الإخوان كتيار سياسي، لكن أن يتحول هذا التيار إلى واجهة دينية سنية في العراق، هنا يكمن الخطر.”
وأشار إلى أن أي محاولة لتحويل الوقف السني إلى منصة سياسية موجهة، سيقوض التوازن الديني والسياسي في البلاد، مشددا على ضرورة إبقاء المؤسسة الدينية بعيدة عن الاستقطاب الحزبي.
انتقادات لسياسات السوداني
المالكي وجه انتقادات مباشرة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، معتبرا أن سياساته “ضيقة ومبنية على أهداف قصيرة الأمد”، لا سيما فيما يخص ما وصفه بـ”السعي نحو ولاية ثانية”، قائلا:”على السوداني أن ينتبه إلى خطورة قراراته المبنية على مصالح مؤقتة… ما عجزت عن تحقيقه القوى الخارجية بالقوة الخشنة، قد يتحقق عبر القوة الناعمة.”
دعوة لدعم الاعتدال والمرجعية
ودعا النائب إلى دعم القوى المعتدلة دينيا وسياسيا داخل المكون السني، وتبني نهج المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف داخل المكون الشيعي، من أجل الحفاظ على التوازن الوطني ومنع الانزلاق نحو الاستقطابات الأيديولوجية الحادة.
كما حث القوى الشيعية على مراجعة سياسات السوداني، و”وقف أي دعم يقدم للتوجهات الإخوانية”، داعيا إلى عدم الرضوخ للضغوط الخارجية في هذا الشأن.
سياق أوسع
تأتي هذه التصريحات في ظل تجاذبات سياسية متصاعدة بشأن التوازن بين التيارات الإسلامية داخل المكون السني، والتوترات بين القوى السنية التقليدية وتيارات الإسلام السياسي ذات الامتدادات الإقليمية، وسط صراع مستمر حول التمثيل الديني الرسمي ومناصب الدولة ذات الطابع الديني والمؤسساتي.










