في تطور مفاجئ أعاد فتح واحدة من أكثر القضايا الدامية في تاريخ فرنسا الحديث، أعلنت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب عن اعتقال الفلسطيني هشام حرب (مواليد 1955)، بعد 43 عاما من تنفيذ الهجوم المروع الذي استهدف مطعما يهوديا في شارع روزييه بحي “الماريه” في باريس عام 1982، وأسفر حينها عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 22 آخرين.
توقيف تم عبر تعاون فلسطيني – فرنسي
أكد مكتب المدعي العام الفرنسي أن هشام حرب، البالغ من العمر 70 عاما، تم توقيفه من قبل السلطات الفلسطينية، بعد تلقي إخطار رسمي من الإنتربول. ويشتبه في أن حرب كان المشرف المباشر على المجموعة المسلحة التي نفذت الهجوم باستخدام قنبلة يدوية وأسلحة نارية داخل مطعم “شي جو غولدنبرغ”، الذي كان مكتظا بالرواد وقت الغداء.
حرب متهم بإدارة خلية الهجوم
بحسب التحقيقات، يعتقد أن هشام حرب كان أحد قادة “مجلس فتح الثوري” – الجناح المتشدد الذي انشق عن منظمة فتح بقيادة ياسر عرفات، بقيادة أبو نضال. وقد صدرت بحق حرب مذكرة اعتقال دولية قبل أكثر من عشر سنوات، لكنه ظل طليقا حتى لحظة اعتقاله المفاجئة في أراض فلسطينية.
ردود فعل فرنسية مرحبة
أعربت النيابة العامة الفرنسية لمكافحة الإرهاب عن “ارتياحها لهذا التقدم الكبير”، كما شكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السلطة الفلسطينية، واصفا التعاون بأنه “ممتاز”، مشيرا إلى العمل المشترك من أجل إطلاق إجراءات التسليم بسرعة.
هذا التوقيت يأتي قبل أيام قليلة من إعلان فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ما يضفي بعدا سياسيا إضافيا على خطوة تسليم مشتبه به في واحدة من أعقد القضايا الجنائية في فرنسا.
المشتبه بهم الآخرون
بالإضافة إلى حرب، تم اتهام ستة رجال آخرين في الهجوم. وقد وجهت تهم رسمية حتى الآن إلى اثنين فقط هما وليد أبو زايد – الذي اعتبر المشتبه الرئيسي حتى اعتقال حرب، وهزاع طه.
أما الأربعة الآخرون فلا يزالون طليقي السراح، مع أوامر اعتقال معلقة بحقهم.
ماذا حدث في 9 أغسطس 1982؟
عند الساعة الواحدة ظهرا، ألقى مهاجمون قنبلة يدوية داخل مطعم “شي جو غولدنبرغ” – وهو مطعم شهير في الحي اليهودي بباريس – ثم فتحوا النار من أسلحة آلية على الزبائن. قتل في الهجوم ستة أشخاص، بينهم اثنان من العاملين في المطعم، وأصيب 22 شخصا آخرين، بعضهم بإصابات خطيرة دائمة.
وقد نسب الهجوم إلى جماعة “أبو نضال”، المصنفة كمنظمة إرهابية، والتي كانت آنذاك في صراع مع القيادة الرسمية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ما الذي يحدث بعد الاعتقال؟
اعتقال حرب قد يمهد لتسليمه إلى السلطات القضائية الفرنسية، خصوصا بعد أن أحيلت القضية مؤخرا إلى محكمة جنايات خاصة في باريس في يوليو/تموز 2025.
وقد يؤدي تسليمه إلى محاكمة تاريخية لطالما انتظرها أهالي الضحايا وناجون من الهجوم الدموي.










