في تصريح لافت يعكس تغيرا في طريقة تعاطي الإدارة الأمريكية مع الحرب في أوكرانيا، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت 20 سبتمبر 2025، إن الولايات المتحدة “تكسب المال” من النزاع الدائر هناك، مؤكدا أن بلاده لا تتحمل تكاليف المساعدات العسكرية، بل يجري تمويلها من قبل دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).
تصريحات ترامب: “نحن لا ندفع.. بل نربح”
وفي لقاء مع الصحفيين، أوضح ترامب قائلا:”نحن نكسب المال من هذا الصراع، لأنهم يشترون معداتنا”،
“حكومتي لا تنفق أي أموال على النزاع، الناتو هو من يمول ذلك.”
وأضاف ترامب أن الأسلحة التي تتلقاها كييف تشترى من شركات أمريكية، لكن التمويل يأتي من مساهمات دول الناتو، ما يجنب الخزانة الأمريكية عبء الإنفاق المباشر على الحرب.
أول حزمة مساعدات بتمويل “أوروبي”
وكانت وكالة رويترز قد نقلت في وقت سابق عن مصادر مطلعة أن إدارة ترامب وافقت على أول حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا ضمن آلية تمويل جديدة، حيث تتحمل دول الناتو تكاليف هذه المساعدات من خلال برنامج يعرف باسم “الاحتياجات ذات الأولوية” (PURL).
وبحسب ممثل الناتو في أوكرانيا، باتريك تيرنر، فقد وصلت الدفعات الأولى من تلك المساعدات بالفعل إلى الأراضي الأوكرانية.
“الاحتياجات ذات الأولوية” – آلية دعم جديدة
وفي أغسطس/آب الماضي، أعلن وزير الدفاع الأوكراني، دينيس شميغال، عن إطلاق برنامج “الاحتياجات ذات الأولوية”، الذي يهدف إلى تسريع توريد الأسلحة إلى أوكرانيا عبر مساهمات طوعية من حلفاء كييف في الناتو، دون أن تتحمل واشنطن تمويلا مباشرا.
رد موسكو: “لعب بالنار”
في المقابل، أدانت روسيا هذه الخطوة بشدة، معتبرة أن تدفق الأسلحة إلى أوكرانيا:يعرقل جهود التسوية السلمية، ويمثل تورطا مباشرا لدول الناتو في الحرب.
يحول المعدات الغربية إلى “أهداف مشروعة” للجيش الروسي.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن روسيا تعتبر أي شحنات سلاح تصل إلى كييف هدفا مشروعا، في حين أكد الكرملين أن استمرار ضخ الأسلحة “لن يخدم المفاوضات”، بل “سيزيد من تعقيد الصراع ويفاقم العواقب الإقليمية”.
منذ اندلاع النزاع الروسي الأوكراني في فبراير 2022، قدمت الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات كمساعدات لأوكرانيا، لكن مع عودة ترامب إلى الرئاسة، يبدو أن النهج تغير من تمويل مباشر إلى تسويق السلاح الأمريكي بتمويل أوروبي.
وبينما تؤكد إدارة ترامب أن واشنطن لم تعد “تدفع من جيبها”، تواصل روسيا تحذيرها من مخاطر هذا الانخراط، وتعتبر أن أي محاولة لتحويل أوكرانيا إلى قاعدة متقدمة لحلف الناتو هو “استفزاز مباشر”.










