تستمر أزمة المياه في قطاع غزة بشكل متفاقم، إذ يواجه عشرات الآلاف من النازحين صعوبات كبيرة في الحصول على مياه الشرب، ويعتمد معظمهم على الصهاريج المتنقلة التي توزعها الجمعيات والمؤسسات الإنسانية في ظل انهيار البنية التحتية ونقص الإمدادات.
أزمة المياه العذبة في غزة وصلت لمرحلة حرجة
تشير أحداث اليوم إلى أن مدينة غزة باتت في مواجهة كارثة إنسانية نتيجة شح حاد في المياه الصالحة للشرب.
أعلنت بلدية غزة أن كمية المياه المتوفرة حاليًا لا تتجاوز ربع احتياجات السكان اليومية، إذ يتم ضخ حوالي 15 ألف كوب فقط عبر خط ميكروت الإسرائيلي، مع دعم جزئي من آبار محلية محدودة، وهذه الكميات غير مستقرة ولا تلبي الحد الأدنى من احتياج مئات الآلاف من النازحين، خاصة مع تدمير 75% من الآبار المركزية.
الصهاريج المتنقلة: أمل النازحين الوحيد
مع خروج معظم منشآت إنتاج المياه ومحطات التحلية والصرف الصحي عن الخدمة بسبب القصف ونقص الوقود، ازداد اعتماد النازحين على صهاريج المياه المتنقلة الممولة من منظمات خيرية ومتبرعين. يصطف السكان لأوقات طويلة للحصول على حصصهم من المياه العذبة، وتضاعفت أسعار خزان المياه في السوق من 8 إلى 25 شيكل، ما يشكل عبئًا إضافيًا على الأسر الفقيرة.
أرقام وتقديرات حول عدد النازحين
أفاد الدفاع المدني في غزة بأن قرابة نصف مليون فلسطيني نزحوا من مدينة غزة إلى جنوب القطاع منذ نهاية أغسطس 2025 بسبب تصاعد العمليات العسكرية، بينما قدّر الجيش الإسرائيلي عدد النازحين بحوالي 480 ألفاً. ويواجه هؤلاء النازحون أوضاعًا بائسة وسط اكتظاظ المخيمات وغياب الخدمات الأساسية.
مخاطر صحية وبيئية غير مسبوقة
تحذر منظمات مثل اليونيسف من اقتراب غزة من مرحلة “الموت عطشًا”، فقد توقفت ستين في المائة من منشآت إنتاج المياه عن العمل. مع غياب الكهرباء عن محطات التحلية ومنع دخول الوقود، ارتفعت مخاطر انتشار الأمراض والأوبئة وسط انعدام الخدمات الصحية وغياب شبكات التصريف الصحي الفعالة.
شهادات وتحذيرات من الميدان
قال المتحدث باسم بلدية غزة: “نحن غير قادرين على تقديم الحد الأدنى من الخدمات، والوضع الكارثي يتفاقم مع كل يوم تأخير في إدخال الإمدادات”. ويقول خبير في العمل الإنساني ميدانيًا: “النازحون يمضون ساعات سعياً للحصول على مياه من الصهاريج؛ ومع ندرة الكميات، يتقاسمون الماء القليل مع عائلاتهم، ما يضاعف معاناتهم”.
السياق التاريخي والاجتماعي للأزمة
نتجت أزمة المياه عن الاستهداف المباشر للبنية التحتية وانقطاع الإمدادات والكهرباء منذ أشهر، مع تزايد النزوح القسري وتركّز السكان في مناطق محدودة مما زاد الضغط على موارد المياه المحدودة أساسًا. ومع استمرار العمليات العسكرية ومنع إدخال الوقود والمساعدات، تتضاعف الأزمة يوميًا.
الآفاق والمطالب المستقبلية
تحذر منظمات دولية من أن استمرار الأزمة دون إدخال عاجل للإمدادات ووقود لمحطات التحلية سيؤدي إلى كارثة يصعب احتواؤها، مع خطر فقدان مزيد من الأرواح وانتشار الأمراض المعدية بين مئات الآلاف.










