في تطور دراماتيكي قد يعيد رسم الخريطة السياسية السورية، أعلن الوزير الدرزي والعضو السابق في الكنيست الإسرائيلي أيوب قره، خلال مؤتمر عقد في العاصمة الفرنسية باريس، ما وصفه بـ”استقلال السويداء عن الدولة السورية”، وقيام كيان درزي مستقل في جنوب البلاد.
وقال قره في كلمته العلنية:”نعلن اليوم، 21/9/2025، يوما تاريخيا لانفصال السويداء عن سورية وعن حكومة الإرهابي أحمد الشرع”، على حد تعبيره.
ويعد هذا التصريح أول إعلان خارجي صريح لانفصال منطقة سورية عن الدولة المركزية منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011، رغم غياب أي إعلان رسمي من السويداء نفسها أو أي جهة محلية ممثلة.
لا تأكيد رسمي حتى الآن
، لم تصدر أي جهة رسمية أو دولية (بما في ذلك الأمم المتحدة، الولايات المتحدة، أو الاتحاد الأوروبي) بيانا يؤكد أو يعلق على ما قيل بأنه “إعلان استقلال” من باريس.
كما لم تصدر الحكومة السورية المؤقتة برئاسة أحمد الشرع أي رد رسمي على الخطاب، فيما اعتبر مراقبون أن توقيت المؤتمر ومكانه يحملان أبعادا سياسية حساسة، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة في الجنوب السوري.
السويداء من احتجاجات إلى مطالب بالاستقلال
تعد السويداء، ذات الغالبية الدرزية، من أكثر المحافظات استقرارا نسبيا في سوريا، لكنها شهدت منذ عام 2023 موجات احتجاجات متكررة ضد الحكومة السورية المؤقتة، مطالبة بـ”الكرامة، والحماية، والتمثيل السياسي العادل”.
السكان الذين يقدر عددهم بنحو 400,000 نسمة، وجهوا اتهامات مباشرة لحكومة الشرع بـ”التقصير الأمني والتهميش المتعمد”، وسط اتهامات بدورها بالتواطؤ مع جماعات مسلحة ومتشددين لإضعاف الجنوب.
أحداث يوليو 2025: التحول الكبير
في يوليو 2025، اندلعت مواجهات دموية في عدد من بلدات ريف السويداء، أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين، فيما وصفتها منظمات حقوقية دولية بـ”جرائم ضد الإنسانية”.
أعقبت الأحداث دعوات قوية من داخل السويداء – خصوصا من مشايخ عقل الدروز – لإقامة إدارة ذاتية مستقلة.
ثم تحولت المطالب لاحقا إلى دعوات علنية للاستقلال الكامل، وبدء حملة توقيعات لاستفتاء شعبي حول “تقرير المصير”.
البعد الإسرائيلي: دعم معلن ومصالح أمنية
يأتي إعلان أيوب قره في ظل تقارير متزايدة عن فرض إسرائيل تعليمات على حكومة الشرع، تقضي بـ فرض السيطرة على الجنوب السوري من القنيطرة إلى السويداء مرورا بدرعا، وسحب السلاح الثقيل من هذه المناطق.
وكذلك تحويل السويداء إلى منطقة عازلة أمنية تخدم مصالح إسرائيل الاستراتيجية.
ويعتقد أن تل أبيب تنظر إلى السويداء كخط دفاع متقدم عن حدودها الشمالية، خاصة في ظل انسحاب جزئي لقواتها من الجولان في الأسابيع الماضية، ضمن ترتيبات أمنية مع واشنطن وعمان.










