أبدى السياسي الإثيوبي الصومالي عبد الرزاق ساهان قلقه من احتمال نشر قوات الجيش المصري في منطقة جيدو بولاية جوبلاند في الصومال، معتبرا أن هذه الخطوة لا تهدف إلى التضامن مع الصومال، بل تمثل تهديدا لإثيوبيا وزعزعة لاستقرار منطقة القرن الأفريقي.
وفي مقال نشره ساهان، أشار إلى أن منطقة جيدو، الواقعة جنوب الصومال بالقرب من الحدود مع إثيوبيا، ليست منطقة غير مستقرة أو خارجة عن سيطرة الحكومة، بل هي من أكثر المناطق استقرارا في جنوب الصومال، وذلك بفضل التعاون والتضحيات المشتركة بين قوات الدفاع الوطني الإثيوبية وقوات أمن جوبلاند. وذكر أن قوات الأمن الإثيوبية وجوبلاند نفذت قبل أسابيع عملية أمنية واسعة في مناطق حدودية بهدف مكافحة حركة الشباب الإرهابية وحماية المدنيين.
مخاوف من أجندة جيوسياسية
أوضح ساهان أن وجود القوات المصرية في جيدو لا يبدو متوافقا مع دعم الصومال الحقيقي في الحرب ضد الإرهاب، حيث أن المناطق التي لا تزال حركة الشباب تنشط فيها تقع في أماكن أخرى مثل شبيلي السفلى وشبيلي الوسطى والمناطق المحيطة بمقديشو. ورأى أن اختيار جيدو كموقع للنشر العسكري المصري يشير إلى أجندة جيوسياسية ترتبط بإثيوبيا، كون استقرار جوبلاند مرتبط ارتباطا وثيقا بأمن إثيوبيا.
وأشار إلى أن عدم الاستقرار في جيدو قد يؤثر بشكل مباشر على إقليم الصومال الإثيوبي، وأن تدخلات عسكرية خارجية في جيدو قد تقوض الاستقرار الإقليمي الذي تسعى إثيوبيا للحفاظ عليه رغم التحديات والتضحيات التي تواجهها في هذا السياق.
دعوة للحكومة الفيدرالية الصومالية لإعادة النظر
دعا ساهان الحكومة الفيدرالية الصومالية بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود إلى إعادة النظر في سياساتها، خصوصا فيما يتعلق بمحاولاتها تحقيق توازن بين إثيوبيا كجار حيوي والجهات الفاعلة الخارجية مثل مصر، مؤكدا أن إثيوبيا ليست فقط جارا بل شريكا قدم تضحيات كبيرة من أجل أمن الصومال واستقراره.
وشدد على ضرورة أن تركز القيادة الصومالية على تعزيز علاقاتها مع الولايات الفيدرالية مثل جوبلاند وبونتلاند، وبناء التوافق والحوار مع قادتها، بدلا من الانخراط في تحالفات بعيدة قد تضر بالمشروع الفيدرالي الهش.
القرن الأفريقي بين خيارين
خلص ساهان إلى أن القرن الأفريقي يواجه مفترق طرق: إما تعزيز التعاون الإقليمي والشراكة من أجل الأمن والاستقرار، أو الانزلاق إلى المزيد من الانقسامات والتدخلات الخارجية التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات في المنطقة.
وأكد أن السلام في جوبلاند يعادل السلام في إثيوبيا، وأن استقرار إثيوبيا يعني استقرار القرن الأفريقي بأكمله، محذرا من أن المستقبل في المنطقة لا يمكن فرضه من الخارج، بل يجب أن يبنى على جهود وتفاهمات محلية وإقليمية.










