توفي صباح اليوم الأحد الفنان السعودي القدير حمد المزيني، عن عمر ناهز الثمانين عاما، بعد مسيرة فنية طويلة وثرية امتدت لأكثر من أربعة عقود، قدم خلالها أعمالا خالدة في الدراما والمسرح السعودي، تركت أثرا كبيرا في وجدان الجمهور المحلي والخليجي.
وأكدت وسائل إعلام سعودية، أن المزيني توفي صباح اليوم، وأن الصلاة عليه ستقام بعد صلاة العصر في جامع الراجحي شرق الرياض، وسط تفاعل واسع من محبيه وزملائه في الوسط الفني.
رجل من جيل الرواد
ولد حمد المزيني في 10 يونيو 1945 بمدينة عنيزة بمنطقة القصيم، وبدأ مسيرته الفنية منتصف السبعينات، حيث كان من أوائل الفنانين السعوديين الذين ساهموا في تشكيل ملامح الدراما المحلية، من خلال مشاركته في عدد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية البارزة.
امتاز المزيني بأسلوب تمثيلي فريد، جمع بين العفوية والعمق الإنساني، وجسد شخصيات واقعية قريبة من المجتمع السعودي، ما أكسبه احترام النقاد ومحبة الجمهور.
مسيرة فنية غنية بالإنجازات
خلال مسيرته، شارك المزيني في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، من أبرزها:
طاش ما طاش: أحد أبرز برامجه التي عرفه بها الجمهور، حيث شارك في أدوار ثانوية وكوميدية بارزة خلال التسعينات وبداية الألفينات.
بيني وبينك: لعب أدوارا درامية تجسد الواقع السعودي المعاصر.
غشمشم: شارك في تقديم الكوميديا الاجتماعية بأسلوب بسيط وناقد.
أعمال أخرى: كتب وشارك في عدد من المسرحيات والمسلسلات المحلية، منها “العبقري” و”الديل”، وكرس جزءا من جهده لدعم المسرح والكتابة الدرامية.
كان أيضا من أبرز الداعمين للمشهد الثقافي في منطقة القصيم، حيث ساهم في إبراز الطابع المحلي والتراث الشعبي من خلال أعماله الفنية.
وفاة زوجته قبل شهرين تضفي حزنا مضاعفا
أشارت تقارير إعلامية إلى أن وفاة المزيني جاءت بعد شهرين فقط من وفاة زوجته، ما شكل حالة من التعاطف الواسع مع عائلته ومحبيه، الذين عبروا عن حزنهم العميق لخسارة شخصية فنية وإنسانية محبوبة.
ردود فعل واسعة وتعازي عبر مواقع التواصل
عقب إعلان وفاته، تصدر وسم #حمد_المزيني منصات التواصل الاجتماعي في السعودية، حيث نعى فنانون وإعلاميون ومواطنون الفنان الراحل، مستذكرين أبرز أعماله ومواقفه، وموجهين الدعاء له بالرحمة والمغفرة.
وكتب الفنان ناصر القصبي في تغريدة له:
“فقدنا اليوم قامة فنية كبيرة… كان الأستاذ حمد المزيني نموذجا للفنان الهادئ والملتزم. رحمك الله أبا عبدالله، وألهم أهلك ومحبيك الصبر.”
إرث لن ينسى
برحيل حمد المزيني، تطوي الساحة الفنية السعودية صفحة من صفحات جيل الرواد، الذين ساهموا في تأسيس هوية الدراما الخليجية. إلا أن أعماله ستبقى شاهدة على موهبة أصيلة ورحلة فنية صادقة أثرت المشهد الثقافي لعقود.










