شهدت مدينة نيويورك اليوم حدثاً وصف بالتاريخي مع انطلاق فعاليات مؤتمر حل الدولتين في مقر الأمم المتحدة، برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وبمشاركة قادة العالم لمناقشة آليات تنفيذ الحل السلمي للقضية الفلسطينية.
ما هو مؤتمر حل الدولتين؟
المؤتمر جاء بدعوة من الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجب القرار (79/81)، ويهدف إلى صياغة خارطة طريق واضحة ومحددة زمنياً لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. ويشارك فيه رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية وممثلو منظمات دولية كبرى، ضمن مسعى لبناء إجماع دبلوماسي ملزم يدفع عملية السلام إلى الأمام.
أجواء الجلسة الافتتاحية
افتُتحت أعمال المؤتمر بكلمات بارزة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ماكرون شدّد على أن “الوقت لم يعد يسمح بالتأجيل”، مؤكداً أن حياة آلاف المدنيين في غزة تتعرض للتدمير المستمر، رغم الأهداف المعلنة لإسرائيل ضد حركة حماس.
وأكدت الرئاسة المشتركة أن “الأولوية المباشرة هي الإفراج عن الرهائن ووقف الحرب في قطاع غزة”.
إعلان نيويورك: خارطة طريق جديدة
توصل المؤتمرون إلى تبني وثيقة “إعلان نيويورك” التي تضمنت:
وقف إطلاق النار وتسليم إدارة غزة للسلطة الفلسطينية.
توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سلطة واحدة، مع خطة إعادة إعمار بإشراف دولي.
الإفراج عن الأموال الفلسطينية وتقديم دعم مالي وسياسي للسلطة الوطنية لتعزيز مؤسساتها وبرنامجها الإصلاحي.
تحذير واضح لإسرائيل من مواصلة الاستيطان أو الضم أو الطرد القسري.
طرح مقترح لإنشاء قوة دولية في غزة لنزع سلاح الفصائل وإرساء الأمن تمهيداً لانتقال السلطة.
اعترافات تاريخية بدولة فلسطين
الأروقة الدبلوماسية شهدت خطوة غير مسبوقة، مع إعلان كل من بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، لتنضم إلى موجة اعترافات واسعة رُفعت على إثرها الأعلام الفلسطينية في عدة عواصم أوروبية.
وصف حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية في لندن، الاعتراف البريطاني بأنه “تصحيح للتاريخ وحق مشروع لشعبنا في تقرير مصيره”.
ردود فعل دولية
الرئيس الفرنسي ماكرون أشار إلى أن “اعتماد 142 دولة لإعلان نيويورك نقطة تحول تاريخية يجب البناء عليها لاستقرار وسلام المنطقة”.
في المقابل، صدرت تحذيرات أوروبية لإسرائيل من اتخاذ خطوات تصعيدية، معتبرة أن مسار الاعترافات “خارطة طريق سياسية” وليست “مكافأة” لأي طرف.
التداعيات والآفاق المستقبلية
من المتوقع أن تفتح الاعترافات المتزامنة الباب أمام تعزيز الدعم السياسي والاقتصادي للقضية الفلسطينية.
اللجنة المنظمة أعلنت عن تشكيل آلية متابعة دولية جديدة بقيادة السعودية وفرنسا لمراقبة تنفيذ بنود إعلان نيويورك، خصوصاً ما يتعلق بإعادة إعمار غزة وتوحيد المؤسسات الفلسطينية.
مع ذلك، تبقى المخاوف قائمة من محاولات إسرائيل الالتفاف على التزاماتها أو فرض تغييرات ديمغرافية في الضفة الغربية، ما يستدعي استمرار الضغط الدولي للحفاظ على زخم الاعترافات وتحويلها إلى خطوات عملية على الأرض.










