في خطوة وُصفت بالتاريخية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسميًا أمام قمة الأمم المتحدة حول حل الدولتين في نيويورك اعتراف بلاده بدولة فلسطين، مشددًا على أن الاعتراف يمثل “خطوة ضرورية للحفاظ على إمكانية الحل السياسي وتحقيق السلام”.
اعتراف مشروط بخطوات لاحقة
أكد ماكرون أن الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين لا يتضمن حتى الآن فتح سفارة، موضحًا أن هذه الخطوة ستظل مرتبطة بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس. وقال: “الوقت قد حان لإطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب والمجازر”.
دعوة لإنهاء الحرب وحماية الأرواح
الرئيس الفرنسي طالب بوقف فوري للحرب في غزة، وإطلاق سراح الرهائن، وإنهاء “المجازر” التي تحصد أرواح المدنيين، مشددًا على أن “جميع الأرواح متساوية القيمة”، وأن “الإنسانية قد تم إنكارها للآخرين منذ عامين”.
دعم الحل السياسي وتحذير من الفراغ
شدد ماكرون على أن الاعتراف بدولة فلسطين هو السبيل الوحيد لتقديم أفق سياسي حقيقي، محذرًا من أن غياب هذا الأفق سيدفع الفلسطينيين نحو حماس كخيار وحيد. وقال: “يجب ألا ندفعهم نحو حماس… إذا لم نقدم لهم آفاقًا سياسية واعترافًا كهذا، فإن الإجابة الوحيدة ستكون أمنية، وسيصبحون محاصرين تمامًا بحماس كخيار وحيد”.
تحية للضحايا
استهل ماكرون خطابه بالتحية لضحايا النزاع، وأدى تحية خاصة لـ51 مواطنًا فرنسيًا قتلوا في هجمات 7 أكتوبر 2023، إلى جانب ضحايا الحرب في غزة.
خطر يهدد حل الدولتين
أشار الرئيس الفرنسي إلى أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية يمثل تهديدًا مباشرًا لحل الدولتين، داعيًا إلى عزل حماس سياسيًا وتجريدها من السلاح، بما يضمن إمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب إسرائيل.
السياق الأوسع: خطة “اليوم التالي”
الخطاب جاء في إطار القمة المشتركة بين فرنسا والسعودية، والتي ناقشت خطة “اليوم التالي” لغزة، وهي خطة من 42 نقطة وافقت عليها 142 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتشمل الخطة إنشاء لجنة إدارية انتقالية، وقوة أممية لتثبيت الأمن، إلى جانب إصلاحات في السلطة الفلسطينية مثل تنظيم انتخابات في عام 2026، وتحديث المناهج التعليمية بإزالة خطاب الكراهية.
موجة اعترافات دولية
اعتراف فرنسا ترافق مع موجة اعترافات واسعة بدولة فلسطين من دول بارزة بينها المملكة المتحدة وكندا وأستراليا وبلجيكا، ما يعكس تحوّلًا دوليًا متسارعًا نحو دعم الحل السياسي على أساس الدولتين.










