أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن إيران لا تزال تحتفظ بالقدرة الكاملة على تطوير برنامجها النووي، مشيرا إلى أن الوكالة استأنفت عمليات التفتيش لبعض المنشآت النووية الإيرانية، لكن لا تزال هناك قيود مفروضة على الوصول إلى أهم جوانب البرنامج، خصوصا مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60%.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها اليوم، قال غروسي:
“لم يسمح لنا بعد بالوصول إلى المخزون المخصب بنسبة 60%، وهو أمر بالغ الأهمية لتقييم مدى تقدم إيران في برنامجها النووي”.
وأوضح أن إيران تتعامل بحذر شديد مع هذا المخزون، بسبب مخاوف من استهدافه مجددا، في إشارة ضمنية إلى الهجمات الإسرائيلية السابقة على المنشآت النووية داخل الأراضي الإيرانية.
التحذير الأخطر: التخصيب بنسبة 90% “مسألة أسابيع”
وفي تطور لافت، كشف غروسي أن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم الإيراني إلى 90% – وهي النسبة اللازمة لصنع سلاح نووي – قد يكون “مسألة أسابيع” فقط، وليس أشهرا أو سنوات.
وأكد أن التقديرات حول مدى التراجع في البرنامج النووي الإيراني، نتيجة الهجمات الأخيرة، تظل غير دقيقة في ظل غياب التفتيش الشامل.
“برنامج إيران النووي لم يعد كما كان سابقا، لكنه لا يزال قابلا لإعادة البناء بسرعة”، أضاف غروسي.
كما أشار إلى أن إيران لا تزال تملك الوسائل التقنية لتصنيع أجهزة الطرد المركزي، ما يبقي خيار التسريع النووي قائما في أي لحظة.
الاتفاق النووي: شلل مستمر وتصعيد متجدد
ويأتي تصريح غروسي في ظل الجمود الذي يخيم على الملف النووي الإيراني، منذ انهيار مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي عقب الحرب التي استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل في يونيو/ حزيران الماضي. هذه الحرب عطلت الحوار بين طهران وواشنطن، وأدت إلى تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقد ظل الاتفاق النووي المبرم عام 2015 يترنح منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018، في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أعاد فرض العقوبات على طهران، وأطلق في عام 2020 محاولة فاشلة لتفعيل “آلية العودة التلقائية للعقوبات”، رغم انسحاب بلاده من الاتفاق.
التهديد الإيراني بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار
وفي ظل إصرار القوى الغربية، لا سيما الأوروبية، على إمكانية تفعيل “العودة التلقائية للعقوبات”، حذرت طهران مرارا من أنها قد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وهو ما من شأنه أن يدخل المنطقة في أزمة قانونية ودبلوماسية جديدة.
الموقف الدولي: قلق متزايد دون تحرك فعلي
رغم التحذيرات المتكررة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا تزال الجهود الدبلوماسية متعثرة، في ظل غياب الثقة بين طهران من جهة، وواشنطن وتل أبيب من جهة أخرى، بينما يزداد القلق الدولي من إمكانية انزلاق الملف النووي الإيراني إلى مواجهة مباشرة أو سباق تسلح إقليمي.










