أعلنت أنيت ويبر، مبعوثة الاتحاد الأوروبي الخاصة لمنطقة القرن الأفريقي، أنها أجرت اتصالا هاتفيا مع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع في السودان، في خطوة تعكس تركيز الاتحاد الأوروبي المستمر على الوضع المتفاقم في السودان.
وأوضحت ويبر في بيان لها أن ضبط النفس وإيجاد حلول سياسية لصالح الشعب السوداني يعتبران أمرين أساسيين في المرحلة الحالية.
وقالت ويبر:”يواصل الاتحاد الأوروبي تركيزه على السودان والفاشر. ضبط النفس وإيجاد حلول لمصلحة الشعب السوداني أمران أساسيان. وقد عبرت عن ذلك في مكالمتي مع الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي.”
وأضافت:”تماشيا مع مبادرة الاتحاد الأوروبي لحماية المنشآت الحيوية، ندفع باتجاه اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين.”
التصعيد في الفاشر ودور الاتحاد الأوروبي
يأتي التصريح في وقت حساس وسط تصعيد القتال في مدينة الفاشر بشمال دارفور، التي تعد آخر معقل كبير للجيش السوداني في دارفور.
وأدى النزاع المستمر منذ أشهر إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص. كما يتبادل الطرفان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية، وتوجه انتقادات شديدة بشكل خاص لقوات الدعم السريع بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة.
في هذا السياق، يشير البيان إلى مبادرة الاتحاد الأوروبي لحماية البنية التحتية الحيوية، وهي مبادرة تهدف إلى ضمان حماية المنشآت الأساسية مثل المستشفيات، المدارس، والطرق، من أجل تقليل تأثير النزاع على حياة المدنيين. تدعو المبادرة إلى وقف إطلاق النار المحلي لضمان الحفاظ على حياة الأبرياء في مناطق النزاع.
دور أنيت ويبر وجهود السلام
تواصل أنيت ويبر، كمبعوثة خاصة للاتحاد الأوروبي، جهودها في تعزيز السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، مع تركيز خاص على السودان.
الاتصال الأخير مع حميدتي يأتي في إطار جهود دبلوماسية أوسع، حيث من المقرر أن يعقد الاتحاد الأوروبي اجتماعا وزاريا اليوم في نيويورك لمناقشة الوضع في السودان، بالتنسيق مع منظمات دولية أخرى مثل الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
ردود الفعل على تصريحات ويبر
بعد تصريح ويبر، تباينت ردود الفعل على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة على منصة إكس (تويتر).
دعم من بعض النشطاء السودانيين: بعض الحسابات المؤيدة لقوات الدعم السريع نقلت التصريح بإيجابية، معتبرة إياه دعما لــ “حكومة تأسيس السودان” التي يتزعمها محمد حمدان دقلو (حميدتي).
اتهامات بالانحياز: في المقابل، وجه منتقدو الاتحاد الأوروبي انتقادات شديدة، معتبرين أن التصريح يركز على الدعم السريع فقط دون التطرق إلى الجيش السوداني، مما يعكس انحيازا غير متوازن. وتساءل هؤلاء عن فعالية الضغط الدولي على حميدتي، الذي واجه عقوبات دولية من الولايات المتحدة وكندا في 2023 بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.
في ظل هذه الأحداث، الجنرال عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع وأخ حميدتي، يعتبر من الشخصيات البارزة في الصراع الدائر في دارفور. وقد واجه عقوبات أمريكية في 2023 نتيجة تورطه في مذابح مدنيين وانتهاكات جنسية في المنطقة. وقد فرض الاتحاد الأوروبي بدوره عقوبات إضافية على أفراد مرتبطين بالنزاع من الجانبين في يوليو 2025.










