الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو عاد مجدداً هذا الأسبوع إلى واجهة الأحداث الدولية بخطاب ناري في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أطلق فيه مواقف حاسمة أثارت جدلاً واسعاً على المستويين الإقليمي والعالمي. بيترو دعا إلى محاكمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولين أمريكيين، واتهم واشنطن بتعمد ضرب قوارب تهريب المخدرات في البحر الكاريبي وإزهاق أرواح “شبان فقراء” لا يحملون سوى أمل النجاة من الفقر، كما نادى لأول مرة بتشكيل “جيش دولي قوي” لتحرير فلسطين ومواجهة ما وصفه بـ”الطغيان والشمولية” التي ترعاها الولايات المتحدة وحلف الناتو
دعوة لمحاكمة الرئيس الأمريكيفي خطابه الأخير أمام الجمعية العامة، وجّه بيترو انتقاداً شديداً للرئيس ترامب على خلفية الضربات الأمريكية التي استهدفت قوارب لتهريب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي، أدت إلى سقوط أكثر من 12 قتيلاً. اعتبر بيترو أن ترامب “أصدر الأوامر بإطلاق الصواريخ على شباب يسعون للهروب من الفقر… لم يكونوا تجار مخدرات بل ضحايا السياسات الاقتصادية
. وصف الرئيس الكولومبي سياسة مكافحة المخدرات الأمريكية بأنها مجرد “سياسة هيمنة” تهدف للسيطرة على شعوب الجنوب بدلاً من وقف تدفق الكوكايين نحو الولايات المتحدة
.أزمة العلاقات مع واشنطن وتداعياتها على كولومبياتصاعد الخلاف بين بوغوتا وواشنطن على خلفية هذه التصريحات، خاصة أن إدارة ترامب أدرجت كولومبيا مؤخراً في قائمة الدول “غير المتعاونة” في مكافحة المخدرات، وهو ما كلفها خسارة بعض الدعم الأميركي الذي بلغ في السابق 14 مليار دولار خلال عقدين
. رغم استمرار التعاون الأمني، إلا أن ترامب حمل بيترو مسؤولية عدم وقف نمو الإنتاج ومحاولاته الفاشلة لاحتواء الجماعات الإرهابية المرتبطة بالمخدرات
. هذا التوتر يهدد مستقبل السياسات الداخلية والخارجية في كولومبيا ويثير مخاوف من تأثيره على الاستقرار الاقتصادي والتغييرات المنتظرة في الانتخابات المقبلة
.دعوة لتحرير فلسطين وتشكيل جيش دوليمن أهم ما طرحه بيترو خطابه الصريح في الأمم المتحدة بالدعوة لتشكيل “جيش دولي قوي” يضم دول الجنوب العالمي وجيوش آسيا وأمريكا اللاتينية، بهدف الدفاع عن الشعب الفلسطيني في مواجهة الإبادة الجماعية والطغيان والشمولية
. وجه نداءً لدول العالم وشعوبها لتوحيد جهودها العسكرية من أجل تحرير فلسطين وإنهاء الهيمنة الغربية على الشعوب المضطهدة
وقد لاقت هذه الدعوة استجابة من الرئيس الإندونيسي الذي أعرب عن استعداد بلاده لإرسال عشرين ألف جندي للمساهمة في هذا المشروع، بينما أثارت التصريحات استياءً أميركياً انعكس في انسحاب الوفد الأمريكي من قاعة الجمعية العامة لحظة انتقاد بيترو للرئيس ترامب
.السياسات الداخلية والتحديات الاقتصاديةواقعياً، يواجه بيترو انتقادات متواصلة داخلياً بسبب تباطؤ نمو الاقتصاد الكولومبي وتزايد التوترات الاجتماعية، خاصة بعد مطالبته بتغيير نهج مكافحة المخدرات والانفتاح على الحوار مع جماعات التمرد. تحرير العلاقات مع فنزويلا ومراجعة السياسة الزراعية شكّلا محور السياسات الداخلية خلال الأسابيع الأخيرة، وسط تعويل المعارضة على تغييرات تفرضها الضغوط الدولية على الحكومة
.ردود فعل محلية وعالميةمحلياً، انقسمت الآراء مباشرة عقب تصريحات بيترو الأخيرة، حيث اعتبره البعض زعيماً يسارياً يضع الكرامة الوطنية فوق المصالح الثنائية، بينما يرى آخرون أن تصريحاته معرضة لتقويض المصالح الاقتصادية والإقليمية لكولومبيا
. دول أميركا اللاتينية أبدت حذراً تجاه الدعوات العسكرية، فيما رحبت شعوب الجنوب العالمي بخطاب بيترو كصرخة ضد الهيمنة الغربية










