أعلنت وسائل إعلام إيرانية رسمية ونقلت عنها تصريحات لوزير الاستخبارات إسماعيل الخطيب أن الوزارة حصلت على «حزمة واسعة» من الوثائق السرية المرتبطة بمنشآت وبرامج نووية إسرائيلية.
تشمل — بحسب الإعلان — بيانات تفصيلية لما وُصف بـ189 خبيراً عسكرياً وعالِماً نووياً، ومواد مرئية وصورًا زُعِمت أنها التُقِطت داخل منشآت حسّاسة مثل ديمونة، إضافةً إلى مواد يُشار إليها بأنها تتعلق بمواقع بحثية، بينها مركز سُورِق/سورك (Soreq).
وروجت طهران لجزء من المواد عبر فيلم وثائقي حمل عنوانًا تلفزيونيًا قال القائمون عليه إنه «وكر العنكبوت».
تصريحات الخطيب؟
نقلت التقارير عن إسماعيل الخطيب قوله إن العملية الاستخباراتية «شملت اختراق منشآت حساسة وإزاحة ستار الغموض النووي عن إسرائيل»، وأن الحزمة تضمنت «ملايين الصفحات» ووثائق تفصيلية عن مشاريع عسكرية وقدرات نووية، وعلاقات تعاون مع جهات أميركية وأوروبية، وبيانات عن الهيكل الإداري والعلماء والمسؤولين وقوائم بأسماء وعناوين وروابط عمل ومشاريع.
كما أُشير إلى أن قائمة الأسماء «لا تزال تتوسع». ونشرت وسائل إيرانية صورًا قالت إنها حصرية من داخل منشأة ديمونة.
وكما سبق أن أوردت تقارير دولية في وقتٍ سابق هذا العام، فإن طهران قد كشفت عن ادعاءات مماثلة حول امتلاكها لمستندات إسرائيلية في حزيران/يونيو 2025، وهو ما دفع وكالات أنباء غربية إلى التأكيد على ضرورة وجود تحقق فني مستقل قبل استخلاص نتائج ثابتة.
كيف قد تستغل طهران هذه المواد؟
يمكن لإيران توظيف مثل هذه المعلومات بطرق متعددة: نشر «عينات مختارة» إعلامياً لرفع تكلفة أي خطوات عسكرية محتملة ضدها، إدراج ادعاءات أو نتائج استخباراتية في مرافعات أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن، واستعمالها كورقة ضغط أو مقايضة في مفاوضات دبلوماسية.
كذلك قد تُستخدم في حملات معلوماتية وسيبرانية لاستهداف شبكات دعم أو سلاسل إمداد مرتبطة ببرامج بحثية مزعومة. لكنّ قيمة كل ذلك تعتمد بشدة على قدرة طهران على تقديم أدلة منفصلة قابلة للفحص.
سيناريوهات محتملة وردود فعل متوقعة
تحقق مستقل وإثبات صحة: قد يؤدي إلى توترات دبلوماسية وأمنية كبيرة مع دعوات لتحقيقات دولية وإمكانية مطالبات سياسية وإجراءات رقابية على أنشطة مرتبطة.
غياب تحقق أو ثبوت تلاعب/مزاعم زائفة: قد يضع طهران في موقف دفاعي ويفتح الباب أمام تشديد الضغوط الدولية ضدها واتهامات بالتلاعب الإعلامي.
نشر انتقائي مستقبلي: قد يُستخدم لرفع كلفة التحرك العسكري أو كسلاح تفاوضي على مراحل، ما يُبقي التوتر إقليمياً في حالة هدوء متقلب.










