سلطت نائبة الرئيس الأمريكي السابقة كامالا هاريس الضوء على تفاصيل كواليس الحملة الانتخابية المصيرية التي استمرت “107 أيام”، من خلال كتابها الجديد الذي يحمل العنوان نفسه، حيث تروي فيه صراعاتها السياسية والشخصية، لا سيما التوتر العميق بينها وبين الرئيس جو بايدن، وحالة عدم الثقة المتبادلة التي خيمت على علاقتهما.
- انعدام الثقة والقطيعة مع بايدن
في أحد أكثر أجزاء الكتاب إثارة للجدل، وصفت هاريس كيف كانت تهمش داخل حملة بايدن الانتخابية، متهمة مستشاريه بتبني “عقلية المحصلة صفر”، حيث كان ينظر إلى صعودها على أنه تهديد مباشر للرئيس. وقالت إنهم كلفوها بـ”وظائف مستحيلة ووضيعة”، بحسب وصف زوجها دوغ إمهوف.
تروي هاريس حادثة جرت في 4 يوليو 2024، عندما كانت الضغوط تتزايد على بايدن للانسحاب من السباق، حيث اقتربت السيدة الأولى جيل بايدن من إمهوف وسألته: “هل تدعمنا؟”، مما أثار غضب زوجها، الذي قال لاحقا لهاريس:
“لقد أخفوكم لأربع سنوات، والآن يسألون إن كنا موالين؟”
- خلاف عشية المناظرة مع ترامب
قبل ساعات فقط من مناظرتها المرتقبة مع دونالد ترامب، اتصل بها بايدن شخصيا وطلب منها إنقاذ صورته المتدهورة بعد مناظرته الكارثية مع ترامب. هاريس وصفت شعورها بـ”الغضب وخيبة الأمل”، مشيرة إلى أنها شعرت بأنها وضعت في موقف غير منصف. - قرار الترشح “المتهور” لبايدن
رغم دفاعها العلني المستمر عن لياقة بايدن لقيادة البلاد، تكشف هاريس في كتابها عن قلق داخلي عميق حيال حالته الصحية، ووصفت قراره بخوض السباق مجددا بأنه كان “متهورا”، وكتبت:”في سن الحادية والثمانين، كان جو متعبا… الزلات الكلامية كانت واضحة.” - اختياراتها لنائب الرئيس: بوتيجيج وشابيرو
تفاجئ هاريس القارئ بكشف نواياها الشخصية خلال الحملة، حيث تقول إن وزير النقل السابق بيت بوتيجيج كان خيارها الأول لمنصب نائب الرئيس، لكنها استبعدته خشية ردود فعل الناخبين بسبب خلفيته كمثلي. وكتبت: “لو كنت مرشحة بيضاء مغايرة جنسيا، لكان مرشحا مثاليا.”
كما كشفت أنها فكرت في حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، لكنها شعرت أنه قد لا يقبل بدور “المساعد”. - التزامها بالدفاع عن بايدن أضر بحملتها
أقرت هاريس بأن دفاعها المستمر عن إدارة بايدن أضعف فرصها في تقديم نفسها كمرشحة مستقلة. واستشهدت بمقابلتها في برنامج ذا فيو، عندما سئلت عما كانت ستفعله بشكل مختلف عن بايدن، فأجابت: “لا شيء يخطر ببالي.”
واعترفت لاحقا بأن ذلك كان خطأ كبيرا أضر بحملتها. - مكالمة غير متوقعة من ترامب
في لفتة غير مألوفة، كشفت هاريس عن تلقيها مكالمة هاتفية من دونالد ترامب بعد محاولة اغتياله الثانية. وبالرغم من هجماته العلنية ضدها، فقد قال لها:”كيف لي أن أقول عنك أشياء سيئة الآن؟”، مضيفا أن ابنته إيفانكا معجبة بها للغاية. لكنها عقبت بحدة في الكتاب: “إنه محتال. بارع في الإطراء، لكنه لا يخدعني.” - اتصالات ما بعد انسحاب بايدن
بعد إعلان بايدن انسحابه من السباق، بدأت هاريس فورا في التواصل مع مسؤولي الحزب الديمقراطي لتأمين دعمهم لترشحها. إلا أن تجربتها مع حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم كانت لافتة؛ إذ رد على مكالمتها برسالة نصية قصيرة قال فيها: “أنا أتنزه سيرا على الأقدام. سأتصل بك.”
وتضيف هاريس: “(لم يتصل بي قط).”
يمثل كتاب “107 أيام” شهادة نادرة وصريحة على الصراعات الداخلية داخل المعسكر الديمقراطي، ويكشف عن لحظات توتر، خيانة، وخيبات أمل، بالإضافة إلى نظرة هاريس الصريحة لحدود السلطة، والعنصرية، والجنس، والولاء السياسي. ويتوقع أن يثير الكتاب جدلا واسعا داخل الأوساط السياسية والإعلامية، لا سيما مع اقتراب الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة.










