شهدت أسواق الصرف الإيرانية قفزة قياسية في سعر الدولار الأمريكي مقابل التومان الإيراني، اليوم الخميس 25 سبتمبر 2025، وسط تصاعد المخاوف الجيوسياسية والاقتراب من الموعد النهائي لتفعيل آلية “سناب باك” (Snapback) الخاصة بإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران.
ووفقا لموقع Bonbast.com المتخصص في رصد أسعار السوق الحرة، بلغ سعر الدولار 108,400 تومان، بزيادة يومية تتراوح بين 2% و3% مقارنة بالأيام السابقة، في أعلى مستوى تاريخي له في السوق السوداء.
سياق الارتفاع: “آلية التفعيل” وعودة العقوبات الدولية
الارتفاع يأتي في ظل اقتراب موعد الذي تنتهي فيه القيود المفروضة على إيران بموجب الاتفاق النووي (JCPOA). وإذا لم تحرز طهران تقدما في ملفها النووي، يمكن للدول الغربية تفعيل آلية Snapback، التي تعيد جميع العقوبات الأممية دون إمكانية الطعن الإيراني في مجلس الأمن.
سعر الدولار مقاببل التومان في إيران في نظام “نيما” لا يزال بين 42,000 و60,000 تومان، لكنه لا يعكس واقع السوق الحقيقي.
تداعيات اقتصادية متسارعة
التضخم: تجاوز 40% على أساس سنوي، خاصة في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية.
انخفاض القدرة الشرائية: الريال الإيراني فقد أكثر من 50% من قيمته منذ بداية 2025.
ارتفاع كلفة الاستيراد: دفع التجار إلى تقليص الواردات، خاصة في القطاعات غير الأساسية.
ذعر مالي: تزايد الطلب على الدولار بين المواطنين والتجار كـ “ملاذ آمن” وسط غياب الاستقرار.
نظرة مستقبلية: ما الذي ينتظر السوق؟
إذا تم تفعيل Snapback رسميا خلال الأيام المقبلة، يتوقع محللون في Investing.com أن يرتفع الدولار إلى 115,000 – 120,000 تومان بحلول ديسمبر.
في حال تأجيل أو فشل التفعيل، قد يعود السعر إلى ما دون 100,000 تومان مؤقتا، لكن العوامل الهيكلية (العقوبات، التضخم، ضعف الإنتاج) ستظل تضغط على العملة.
ارتفاع الدولار في إيران إلى مستويات غير مسبوقة يعكس هشاشة الاقتصاد الإيراني أمام الضغوط الخارجية، وغياب الثقة في استقرار العملة المحلية. ومع اقتراب لحظة الحسم في الملف النووي، يبدو أن الاقتصاد الإيراني يقف على شفير موجة جديدة من الانهيار المالي ما لم تتخذ إجراءات عاجلة وفعالة.










