في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل قضية السجناء المحتجزين لدى الطرفين، أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي X، عن إجراء “محادثات صريحة ومفصلة” مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تركزت على إيجاد حل لقضية السجناء.
حل قضية السجناء من الجانبين”
وقال بزشكيان: “اتفقنا أيضا على حل قضية السجناء من الجانبين”، مضيفا أن “وجهات نظر الأطراف عبرت عنها بوضوح بشأن تبادل وجهات النظر والتوصل إلى حل من شأنه معالجة مخاوف أوروبا وتأمين مصالح إيران”.
وأكد الرئيس الإيراني أن “الحل النهائي متاح إذا تم الالتزام بالعدالة والإنصاف وحماية مصالح الطرفين”.
دعوة ماكرون لإيران
سبق ذلك تغريدة لماكرون على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا فيها إلى الإفراج الفوري عن ثلاثة رهائن فرنسيين محتجزين تعسفيا في إيران وهم: سيسيل كولر، وجاك باريس، ولينارت مونتريلوس، واصفا احتجازهم بـ”الظروف غير الإنسانية”.
وأكد ماكرون أن فرنسا “لن تتخلى عن أي من أبنائها”، مشيرا إلى وجود إمكانية للتوصل إلى اتفاق عبر تفعيل آلية الزناد، لكنه حذر من أن “الساعات القليلة القادمة” حاسمة لاستجابة إيران للشروط المشروعة للدول الأوروبية.
تبادل السجناء بين طهران وباريس
في نفس السياق، أوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن هناك إمكانية لتبادل السجناء بين طهران وباريس خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن المفاوضات دخلت مراحلها النهائية، رغم عدم تحديد موعد محدد لتنفيذ التبادل.
وأشار عراقجي إلى مشاركة المؤسسات القضائية والأمنية إلى جانب وزارة الخارجية في هذه العملية، مع استعداد لوضع “ترتيبات تنفيذية” حال استكمال الخطوات القانونية.
من جانبها، تلتزم فرنسا حاليا بعدم التعليق علنا على “القضايا الحساسة”، وفقا لتصريحات وزير الخارجية جان نويل بارو، لكنها تواصل المطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن مواطنيها المحتجزين في إيران.
السجناء البارزين
ومن بين السجناء البارزين في هذه القضية، مهدية اسفندياري، المواطنة الإيرانية المحتجزة في فرنسا منذ مارس 2024 بتهمة “تمجيد الإرهاب”، ويشتبه في دعمها لهجوم حركة حماس في أكتوبر 2023، فيما يواجه أربعة فرنسيين سجون إيران، منهم سيسيل كولر وجاك باريس المعتقلان لأكثر من ثلاث سنوات بتهم تتعلق بـ”التجسس لصالح الموساد” و”الفساد في الأرض”.
وكذلك، يحتجز لينار مونتريلوس منذ يونيو 2024، وتعتبر عائلاتهم التهم الموجهة إليهم “باطلة وأداة ضغط سياسي”، وقد وصفوا حالتهم الصحية والنفسية بأنها “مزرية”.
تجدر الإشارة إلى أن فرنسا قد قدمت شكوى رسمية ضد إيران لدى محكمة العدل الدولية بشأن هذه الاعتقالات، ووصفتها بأنها جزء من سياسة “دبلوماسية الرهائن” التي تتبعها طهران، وهو ما تنفيه السلطات الإيرانية بشدة.
يبقى هذا الملف حساسا ومحل متابعة دولية، وسط أمل في أن تؤدي المحادثات الجارية إلى حل يخفف من معاناة السجناء ويعيد الثقة بين الطرفين.










