في أول ظهور سياسي تلفزيوني له منذ سنوات من الصمت، ألقى العميد أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس اليمني الراحل، خطابا حاد اللهجة مساء الخميس 25 سبتمبر 2025، عبر قناة “اليمن اليوم”، بمناسبة الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر 1962.
خطاب أحمد علي عبد الله صالح، الذي وصف بـ”الناري”، أحدث موجة واسعة من التفاعل السياسي والإعلامي، واعتبر تحولا مهما في المشهد اليمني، خاصة في ظل الأوضاع المتأزمة وسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) على أجزاء كبيرة من البلاد.
ثورة 26 سبتمبر
ألقي الخطاب في مناسبة لها رمزية وطنية كبرى: ثورة 26 سبتمبر، التي أنهت الحكم الإمامي الزيدي وأعلنت ميلاد الجمهورية اليمنية. وفي هذا السياق، استحضر نجل صالح ذاكرة الثورة، مؤكدا أنها “ثورة حياة وتقدم”، ومحذرا من “محاولات إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء”، في إشارة مباشرة إلى الحوثيين الذين وصفهم بـ”الميليشيا الكهنوتية” و”أحفاد الإمامة”.
خطاب نجل صالح جاء بعد تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في اليمن، وقبل أسابيع فقط من إصدار محكمة تابعة للحوثيين حكما غيابيا بإعدام العميد أحمد بتهمة “التخابر”، إلى جانب مصادرة ممتلكاته، في دلالة على المخاوف من عودته السياسية.
أبرز محاور الخطاب
الهجوم على جماعة الحوثي
نجل صالح “إعادة الحكم السلالي العنصري”، واصفا سيطرتهم على صنعاء وأجزاء من اليمن بأنها “جثم على الوطن”. كما اتهم إيران بدعمهم قائلا: “لن نقبل بعودة الإمامة أو حكم الميليشيات، والارتداد عن الثورة هو ارتداد عن الحياة والكرامة”.
الدعوة إلى الاصطفاف الوطني
ودعا نجل صالح إلى مشروع وطني للإنقاذ يوحد كل القوى الوطنية على “القواسم المشتركة”، مؤكدا أن موعد الخلاص “قد بات قريبا جدا”، وأن الشعب اليمني “ماض بثورته لاستعادة جمهوريته”. كما أشار إلى أن حزب المؤتمر الشعبي العام سيبقى “عصيا على الميليشيا”، رغم الإقصاء والملاحقة.
البعد الإنساني والاجتماعي
أبرز في خطابه معاناة الشعب اليمني تحت سلطة الحوثيين، مشيرا إلى الاختطافات، والتعذيب، وتفجير المنازل، قائلا:”لم ينج أحد من هذه الجرائم، حتى أبناء وشيوخ القبائل… بات شعبنا رهينة لعقليتها المتسلطة ومعتقدها الفاسد”.
انتشرت آلاف التغريدات عبر هاشتاجات مثل #سبتمبرثورةمتجددة و#احمد_علي، عبرت عن أمل في إنهاء سيطرة الحوثيين.
في المقابل، ظهرت تعليقات ساخرة وتشكيكية، تتساءل عن “التوقيت السياسي” ودوافع الخطاب.
الخطاب يعد محاولة واضحة لإعادة إحياء دور حزب المؤتمر الشعبي العام كقوة سياسية في اليمن، مستندا إلى إرث والده، وتحفيزا للذاكرة الشعبية حول ثورة سبتمبر. كما يلمح إلى استعداد سياسي للتحالف مع قوى إقليمية، لا سيما بعد شكره الصريح لـالسعودية ومصر على “وقوفهما المشرف”.
رغم أن الخطاب لا يغير موازين القوى ميدانيا فورا، إلا أنه يعيد تشكيل النقاش السياسي، ويفتح الباب أمام احتمالات جديدة، قد يكون من بينها عودة تدريجية لأحمد علي كفاعل محوري في الساحة اليمنية.










