كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، نقلا عن مصادر مطلعة، أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير يسعى إلى لعب دور قيادي في إدارة قطاع غزة بعد الحرب، ضمن خطة سلام جديدة تطورها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في إطار ترتيبات ما بعد الصراع المستمر منذ عامين بين إسرائيل وحماس.
بلير في “السلطة الانتقالية”
وبحسب الصحيفة، تم طرح اسم بلير لرئاسة “السلطة الانتقالية الدولية في غزة”، وهي هيئة يخطط لتشكيلها للإشراف على غزة خلال فترة انتقالية، لحين الوصول إلى ترتيبات دائمة. وقد عبر بلير عن رغبته في الانضمام إلى الهيئة، وناقش هذه الخطط مع ترامب مؤخرا.
بلير، الذي شغل منصب مبعوث الشرق الأوسط باسم اللجنة الرباعية الدولية بعد خروجه من الحكم، يروج منذ شهور لفكرة “وصاية دولية” على غزة، ويعمل حاليا بشكل مستقل للترويج لهذا التصور.
اجتماع في البيت الأبيض
وشارك بلير في اجتماع سياسي رفيع المستوى في البيت الأبيض الشهر الماضي إلى جانب جاريد كوشنر، مستشار ترامب وصهره، لمناقشة تفاصيل خطة إدارة غزة بعد الحرب.
وأكد البيت الأبيض أن ترامب ترأس هذا الأسبوع اجتماعا جديدا بشأن غزة، بحضور بلير وكوشنر، حيث تم طرح مسودة خطة تشمل:
تشكيل لجنة فلسطينية من التكنوقراط لإدارة غزة، إنشاء هيئة إشراف دولية، نشر قوة استقرار دولية، ضمان وقف دائم لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة.
اعتراضات عربية وأوروبية
ورغم دعم بعض الأطراف، أعربت دول عربية وأوروبية عن تحفظها تجاه “الوصاية الدولية”، معتبرين أنها تهمش الفلسطينيين ولا تحظى بشرعية شعبية، مطالبين بأن تكون السلطة الفلسطينية جزءا من أي ترتيبات مستقبلية.
في المقابل، أكد قادة من السعودية ومصر والإمارات والأردن وتركيا وقطر وباكستان وإندونيسيا، خلال لقاء مع ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن وقف الحرب هو الخطوة الأولى نحو سلام دائم.
اختبار لنتنياهو
ومن المقرر أن يلتقي ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن يوم الإثنين المقبل، في لقاء ينظر إليه على أنه اختبار حاسم لنجاح الخطة الأمريكية، خاصة في ظل الخلافات العلنية حول ملف ضم الضفة الغربية، الذي أكد ترامب أنه لن يسمح به.
وكانت مصادر مقربة من إدارة ترامب قد أشارت إلى أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر انفتاحا على دور دولي في غزة، بشرط التنسيق مع الشركاء الإقليميين، فيما تسعى لإعادة ترتيب أوراق العملية السياسية في المنطقة بعد انتهاء الحرب.










