أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره السوداني محيي الدين سالم، خلال لقائهما في نيويورك الجمعة 26 سبتمبر 2025، على وحدة موقف القاهرة والخرطوم كدولتي مصب لنهر النيل، مشددين على رفض الإجراءات الأحادية في ملف مياه النهر، خاصة ما يتعلق بـ”سد النهضة” الإثيوبي.
وجاء اللقاء على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سياق توتر مستمر بشأن ملف المياه الإقليمي.
موقف موحد ضد الإضرار بالأمن المائي
وفي بيان رسمي نشرته وزارة الخارجية المصرية، شدد الوزيران على أهمية الالتزام الكامل بالقانون الدولي في إدارة مياه حوض النيل الشرقي، والتأكيد على أن أي تحركات انفرادية من شأنها الإضرار بالمصالح المائية للبلدين هي “مرفوضة تماما”.
كما جدد وزير الخارجية المصري دعم بلاده الكامل لأمن واستقرار السودان، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية في ظل ما يمر به السودان من أزمات سياسية وأمنية متفاقمة.
تعاون اقتصادي وثنائي
في جانب آخر من اللقاء، بحث الوزيران سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، مع التأكيد على أهمية العمل المشترك لتعميق العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين.
خلفية التوتر: سد النهضة وقلق المصب
بدأت إثيوبيا بناء “سد النهضة” على النيل الأزرق عام 2011، وهو مشروع يعتبر حجر الزاوية في خطط أديس أبابا لتوليد الكهرباء وتصديرها على نطاق قاري، لكن مصر والسودان ترى فيه تهديدا مباشرا لأمنهما المائي.
مصر تعتمد على نهر النيل لتغطية أكثر من 90% من احتياجاتها من المياه العذبة.
السودان أعرب عن مخاوف فنية تتعلق بتأثيرات محتملة على السدود السودانية ومناطق الزراعة أسفل مجرى النهر.
ورغم المفاوضات المتعددة الأطراف التي رعاها الاتحاد الإفريقي ومبادرات دولية أخرى، لم يتم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد.
النزاع القانوني والتاريخي
تستند مصر إلى اتفاقيات تاريخية أبرزها اتفاقية 1929، واتفاقية 1959 مع السودان، والتي تمنحها النصيب الأكبر من مياه النيل، كما تتيح لها حق الفيتو ضد مشاريع بنى تحتية على النهر.
في المقابل، تؤكد إثيوبيا تمسكها بحقها في التنمية والاستفادة من مواردها الطبيعية، متهمة القاهرة والخرطوم بـ”عرقلة التقدم” على حد وصفها.
ما زال سد النهضة يشكل تحديا جيواستراتيجيا كبيرا في المنطقة، وسط دعوات دولية لتجنب التصعيد والعودة إلى طاولة المفاوضات. وتبقى وحدة الموقف المصري السوداني إحدى أوراق الضغط المهمة للتفاوض مع أديس أبابا.










