كشفت شبكة “سي إن إن” عن اجتماع “طارئ ومرتقب” سيعقده وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، في ولاية فرجينيا الأسبوع المقبل، بمشاركة مئات الجنرالات والأدميرالات، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى إعادة هيكلة وزارة الدفاع وتحويلها إلى “وزارة حرب” تركز على تعزيز قوة الجيش الأمريكي.
وقالت مصادر متعددة للشبكة الإخبارية إن الاجتماع يهدف إلى استعراض “قوة الجيش الجديد” في عهد الرئيس دونالد ترامب، مع طرح معايير جديدة للجاهزية، واللياقة البدنية، والتدريب، التي يجب أن يلتزم بها الضباط، وسط توجه لفرض رؤية جديدة تعرف بـ”روح المحارب”.
وأكد مسؤول دفاعي مطلع على التخطيط أن الاجتماع سيتركز على التدريب والتجهيز، مشيرا إلى أن استدعاء مئات الجنرالات شخصيا هو رسالة واضحة بأنه يتعين عليهم الانضمام إلى هذه الرؤية الجديدة، وإلا فمسيرتهم المهنية قد تتعرض للاختصار.
كما أفادت مصادر بأن هيغسيث يخطط لتسجيل خطابه ونشره لاحقا، مع نية البيت الأبيض في تسليط الضوء على هذا الحدث. غير أن الاجتماع لن يشمل حتى الآن أي إعلان رئيسي للأمن القومي، مما أثار دهشة البعض حول سبب إلزام الضباط بالحضور شخصيا.
وفيما لا يتوقع تنظيم عرض للأسلحة كما اقترح الرئيس ترامب سابقا، فإن الأخير لا يخطط حتى الآن للمشاركة في الاجتماع.
يذكر أن فكرة هذا التجمع غير المسبوق جاءت من وزير الدفاع نفسه، وقد أبلغ البيت الأبيض لاحقا، بينما لم يكن الرئيس ترامب مطلعا على التفاصيل عند سؤاله عنها.
كما أفادت المصادر أن الضباط الذين تم استدعاؤهم لم يبلغوا مسبقا بأسباب الاجتماع، وقد طلب منهم ترك مواقعهم للحضور، مع تحذير صريح بضرورة تقديم أسباب قوية في حال عدم تمكنهم من الحضور.
على الصعيد الأوسع، يعرف عن هيغسيث انتقاده الحاد لكبار الجنرالات، متهما إياهم بزرع سياسات “الوعي” المرتبطة بالتنوع والشمول داخل الجيش، وهو ما يعتبره مسؤولا عن تراجع فاعلية المؤسسة العسكرية.
يأتي هذا الاجتماع في سياق توجيهات إدارة ترامب التي تضمنت طرد عدد كبير من كبار الضباط، وأمرا في مايو/أيار بخفض عدد الجنرالات والأدميرالات بنسبة لا تقل عن 20%.
هذا الحدث يعكس تحركات قوية في وزارة الدفاع الأمريكية لتغيير جذري في الهيكل التنظيمي والثقافي للجيش، في ظل رغبة واضحة من القيادة الجديدة لتعزيز جاهزية الجيش وتحسين كفاءته في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.










