يستعد السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هكابي، للتوجه إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عقود يقوم بها سفير أمريكي في إسرائيل إلى مصر، وفق ما أعلنه المتحدث باسم السفارة الأمريكية في القدس.
وتأتي الزيارة في وقت حساس تشهده المنطقة، وسط استمرار الحرب في قطاع غزة وتصاعد الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث يتوقع أن يبحث هكابي مع كبار المسؤولين المصريين خطة السلام الجديدة التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أهداف زيارة هكابي
بحسب ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين وشرق أوسطيين، فإن جدول أعمال زيارة هكابي إلى القاهرة يتمحور حول:
مناقشة خطة ترامب الجديدة لوقف إطلاق النار في غزة.
التنسيق مع مصر باعتبارها طرفا محوريا في الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
الاجتماع مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في لقاء يعكس أهمية الدور المصري في جهود التهدئة الإقليمية.
دلالة الزيارة
تشير مصادر “نيويورك تايمز” إلى أن زيارة هكابي تمثل تحولا دبلوماسيا لافتا، كونها الأولى منذ عقود التي يقوم بها سفير أمريكي لدى إسرائيل إلى مصر، في مؤشر على رغبة واشنطن بإشراك القاهرة بشكل أعمق في المبادرة السياسية الأمريكية الجديدة.
وتعد مصر من أبرز الوسطاء الإقليميين في الملف الفلسطيني، ولها تاريخ طويل من الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، خاصة حركة حماس.
موقف السفارة الأمريكية في مصر
في سياق متصل، لم يتضح بعد الدور الذي سيلعبه السفير الأمريكي الحالي لدى مصر، هيرو مصطفى جارج، والتي تم تعيينها خلال إدارة بايدن، في المحادثات المرتقبة حول غزة. وتشير الصحيفة إلى احتمال تغييب دورها المباشر في هذه المرحلة من المفاوضات، وسط توقعات بأن يكون لهكابي دور رئيسي في تمرير الخطة الأمريكية الجديدة.
خطة ترامب لوقف إطلاق النار
بحسب تسريبات صحفية، تقوم الخطة التي يقترحها الرئيس ترامب على:
وقف شامل لإطلاق النار في قطاع غزة.
إطلاق سراح الرهائن والأسرى من الطرفين.
فتح المعابر بشكل تدريجي أمام المساعدات وإعادة الإعمار.
جدولة خطوات سياسية لاحقة قد تشمل حوارا أوسع تحت رعاية إقليمية ودولية.
لكن موقف الفصائل الفلسطينية وإسرائيل من الخطة لم يعلن رسميا حتى الآن، فيما تعتبر مصر لاعبا أساسيا في اختبار جدية الطرفين للمضي قدما نحو اتفاق مستدام.
زيارة السفير الأمريكي لدى إسرائيل إلى القاهرة تمثل خطوة دبلوماسية بالغة الأهمية في إطار التحركات الأمريكية لإعادة ضبط إيقاع التفاوض حول غزة. في ظل الفجوات السياسية القائمة، تسعى واشنطن إلى تفعيل قنواتها التقليدية عبر مصر، أملا في التوصل إلى صيغة جديدة لوقف إطلاق النار تنال قبولا إقليميا ودوليا.
لكن ما إذا كانت هذه الزيارة ستنجح في تحريك المياه الراكدة، أو أنها تأتي في سياق مناورات سياسية موسمية، يبقى مرهونا بردود فعل الأطراف المحلية والإقليمية المعنية.










