في خطوة مفاجئة أربكت الوسط الفني المصري وأثارت عاصفة من ردود الفعل، أعلن الفنان الدكتور أشرف زكي استقالته من منصب نقيب المهن التمثيلية في مصر، لينهي سنوات من القيادة النقابية المحورية التي شهدت خلالها النقابة تغييرات جذرية وتحولات حاسمة في أوضاع الفنانين وحقوقهم
. وجاء بيان الاستقالة مقتضبًا ومحملًا بالشكر والامتنان، دون تصريح واضح عن الأسباب الجوهرية وراء هذا القرار، ما ترك الساحة خصبة للتكهنات والتحليلات في الأوساط الإعلامية والفنية على حد سواء
.لحظة الإعلان وصداهمع ظهور بيان من أشرف زكي يؤكد انتهاء مهمته النقابية ورغبته في تسليم الراية لجيل جديد، انتشرت موجة من الصدمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتصدّر اسمه قوائم الأكثر بحثًا في مصر. صيغ البيان بروح إيجابية شدّد فيها زكي على اعتزازه بالسنوات التي قضاها في خدمة أعضاء النقابة، وتعهده بالبقاء دائمًا داعمًا للكيان النقابي من خارج المواقع الرسمية
.أسباب الاستقالة وخلفياتهاتعددت التفسيرات حول قرار أشرف زكي. كشفت مصادر مطلعة أن السبب الرئيسي يعود إلى ترشيحه لعضوية مجلس الشيوخ المصري، ما يتطلب ترك مهامه النقابية للتفرغ للمنصب الجديد والعمل على تطوير القطاع الثقافي والفني ضمن إطار العمل السياسي
. وتحدث آخرون عن إرهاق وضغوط متراكمة، لا سيّما في ظل التحديات الأخيرة التي واجهتها النقابة، وبينها مشاكل تتعلق بالمعاشات، علاج الفنانين، وتقنين عمل مشاهير السوشيال ميديا في الوسط الفني
ورغم نفى بعض المقربين أن يكون هناك خلافات داخلية أو رغبة في الابتعاد عن ضغوط العمل النقابي، إلا أن توقيت القرار، بالتزامن مع أحداث فنية وإدارية مهمة، أضفى على الاستقالة هالة من الجدل والغموض
.ردود فعل النقابة والوسط الفنيلم يمض وقت طويل على البيان حتى سارع مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية إلى عقد جلسة طارئة أصدر في أعقابها بيانًا رسميًا يرفض بالإجماع قرار زكي، معتبرًا أن استمراره في القيادة يمثل ضرورة لضمان استقرار النقابة ومواصلة الإنجازات التي تحققت في عهده
. وأكد مجلس النقابة على تقديرهم العميق لما قدمه زكي من خدمات جليلة ودور وطني واضح، الأمر الذي جعل استقالته محل حزن عام بين أعضاء النقابة وعدد كبير من الفنانين.اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي موجة عارمة من التضامن مع أشرف زكي، حيث اعتبر فنانون كبار ومخرجون أن النقابة لا يمكن أن تستغني عنه في هذا الظرف الدقيق، وأكد آخرون أن استقالته ستترك “فراغًا لا يعوض”
.تأثير الاستقالة وانعكاساتهاأحدث قرار زكي حالة من القلق حول مستقبل النقابة، خاصة أنه يعتبر من أبرز النقباء الذين استطاعوا الحفاظ على وحدة الفنانين والدفاع عن مصالحهم، وأشرف كذلك على سلسلة مبادرات لرعاية كبار الفنانين وتحسين الخدمات الصحية والمعاشات. ويرى الكثير من أعضاء الجمعية العمومية أن زكي قد تمكن، بفضل قدراته الإدارية وعلاقاته بمؤسسات الدولة، من تجنيب النقابة أزمات كبرى وعزّز قيم التضامن بين العاملين في المهنة
.ورغم محاولات مجلس النقابة والعديد من أعضاء الوسط الفني إثنائه عن قراره، يظل مصير القيادة المقبلة مفتوحًا على كافة الاحتمالات. وفي حال أصر زكي على موقفه، من المتوقع أن يتسلم الفنان أشرف طلبة مهام النقيب خلال الفترة الانتقالية، بصفته سكرتير عام النقابة
.نظرة مستقبليةتفتح أزمة استقالة أشرف زكي جملة من التساؤلات: هل ستقبل الجمعية العمومية قراره وتبدأ مرحلة جديدة من العمل النقابي بأفكار ووجوه شابة؟ أم أن الضغوط المتواصلة ستدفع زكي للعدول عن قراره استجابةً لمطالب زملائه؟ كذلك يبقى دور زكي المستقبلي تحت المجهر، خصوصًا بعد ترشيحه لأدوار تشريعة وسياسية على مستوى الدولة
.في المحصلة، كان وقع استقالة أشرف زكي بمثابة صدمة كهربائية أعادت طرح قضايا العمل النقابي ومستقبل الفن المصري للنقاش العام، وسط تمنيات من محبيه باستمراره في خدمة الفنانين بأي موقع، ودعوات من الأصوات الجديدة لتجديد الأفكار والأساليب بما يتناسب مع تحديات العصر الراهن.










