في خطوة صادمة ومثيرة للجدل، أعلنت البلوجر المصرية المعروفة باسم “بطة” اعتزالها النهائي للسوشيال ميديا بعد سلسلة من الأحداث الدرامية تخللتها تحقيقات قانونية وجدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، لتنضم بذلك إلى قائمة المؤثرين الذين اتخذوا قرارات مفاجئة وغير متوقعة بالابتعاد عن دائرة الأضواء في ذروة شهرتهم
بدأت قصة بطة الأخيرة عندما ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليها بعد تلقي عدة بلاغات تتهمها ببث محتوى اعتبره بعض المواطنين خادشًا وخارجًا عن قيم المجتمع، بغرض تحقيق نسب مشاهدة عالية وجني أرباح مالية من المنصات الرقمية
. ووفقًا لما ورد في التحقيقات، فإن ما نشرته البلوجر يعد مخالفًا لقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات، ليتم بعدها تحويلها للتحقيق أمام النيابة.تحقيقات وإخلاء سبيلخضعت بطة لضغوط نفسية كبيرة أثناء فترة إيقافها، حيث خضعت لجلسات مطولة من التحقيق حول أهدافها وطبيعة الفيديوهات التي نشرتها
. وبعد أيام من الجدل، قررت النيابة إخلاء سبيلها مع استمرار متابعة القضية قانونيًا، ما أدى إلى تعاطف بعض متابعيها وتزايد الأصوات المتعاطفة عبر منصات تيك توك وإنستغرام.ظهور صادم وإعلان اعتزال دراميكانت لحظة خروج بطة من النيابة فارقة في حياتها الرقمية؛ فبثّت مقطع فيديو مباشر وهي تحلق شعر رأسها بالكامل، في مشهد مؤثر أثار حالة من الذهول والتعاطف والجدل في آن واحد. وأكدت في الفيديو دمعاتها وهي تردد جملاً مؤثرة، منها “حسبي الله ونعم الوكيل”، معلنة توبتها وانسحابها الكامل من مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفع الكثيرين للتساؤل: هل هو رد فعل نفسي وانهيار أم توبة نابعة عن القناعة الشخصية بعد التجربة القاسية؟
.ردود فعل الجمهور والمجتمع الرقميانقسمت ردود فعل الجمهور بين من رأى في الخطوة قوة شخصية وإشارة لبداية جديدة بعيدًا عن الضغوط والمطاردة القانونية، وبين من وصفها بالحركة غير المتوقعة والصادمة والتي قد تكون مجرد انفعال خاضع للحظة الضغوط
. ومع تصاعد موجة التعليقات والدعم النفسي، استمرت النقاشات حول ظاهرة محاكمات “البلوغرز” في مصر، وناقش البعض مسؤولية المنتج الرقمي وحدود حرية التعبير بعيدًا عن إساءة استخدام المنصات.في سياق أوسعتأتي واقعة بطة ضمن سلسلة من الحالات التي شغلت الرأي العام المصري والعربي حول حرية الإبداع الرقمي وضوابطه القانونية والاجتماعية. أسفر ذلك عن جدل موسع حول التوازن بين حماية المجتمع والحريات الشخصية، خصوصًا مع اتساع رقعة الاتهامات الموجهة لصنّاع المحتوى، ما يؤكد أن شبح الرقابة والملاحقات القضائية أضحى حاضرًا بقوة في عصر المنصات المفتوحة
.رسائل الوداع والغموض بشأن المستقبلما زال مستقبل بطة ضبابيًا؛ إذ تركت خروجها المفاجئ من دائرة السوشيال ميديا تساؤلات عما إذا كانت ستعود في وقت لاحق حال استعادة الاستقرار النفسي أو في حال براءتها من القضايا القانونية المعلقة، أو أنها بالفعل اختارت حياة الظل بعيدًا عن كاميرات المتابعين وأضواء الشهرة، واضعة بذلك حدًا لمسيرة رقمية شغلت شريحة واسعة من المستخدمين










