اعتقلت السلطات الأردنية الطالبة الجامعية أمجد فرج، بعد نشرها فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تغني أغنية تدعم حركة حماس الفلسطينية.
الأغنية التي حققت أكثر من نصف مليون مشاهدة قبل أن يتم حذفها أو إزالتها، حملت كلمات وطنية تنادي بالصمود والمقاومة ضد الاحتلال، وتضمنت الشطر: “جلسنا على الرصيف ورفضنا الخيانة، وصبرنا على الجوع والسجون، وواجهنا العدو بالسيف يا أنصار حماس”.
السلطات الأردنية طلبت كفالة قدرها 10,000 دينار أردني (حوالي 14,000 دولار أمريكي) مقابل الإفراج عن أمجد فرج، وذلك على أن تلتزم بعدم غناء أو نشر أغان أو هتافات “تهدد الأمن الوطني الأردني”.
هذه الحادثة تأتي في إطار حملة أوسع ضد النشاطات الداعمة لفلسطين في الأردن، منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر 2023. حيث رصدت منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتس ووتش وأمنستي إنترناشونال اعتقال مئات الأشخاص بسبب دعمهم لفلسطين أو مشاركتهم في مظاهرات مؤيدة لغزة.
وتجدر الإشارة إلى أن الأردن يعتبر حركة حماس منظمة إرهابية، ويعد أي دعم لها تهديدا للأمن الوطني.
الاحتجاجات على منصات التواصل الاجتماعي
انتشرت أخبار اعتقال الطالبة أمجد فرج بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول العديد من النشطاء فيديو الأغنية التي غنتها، مع تعبيرات عن الاستنكار والاحتجاج على ما اعتبروه قمعا للتعبير عن التضامن مع فلسطين.
وتصدر وسم #FreeAmjadFaraj منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من مستخدمي الإنترنت عن غضبهم من استمرار قمع حرية التعبير في الأردن.
من جهتها، أكدت بعض المنشورات عبر منصة X (تويتر سابقا)، أن اعتقال أمجد فرج يعكس سياسة القمع المتزايدة ضد أي شكل من أشكال الدعم لفلسطين في الأردن، خاصة في ظل الاحتجاجات المستمرة ضد اتفاقيات الغاز مع إسرائيل.
القمع في الأردن
منذ بداية الحرب على غزة، اعتقلت السلطات الأردنية أكثر من 1,500 شخص بتهم تتعلق بـ “الجرائم الإلكترونية” و”التهديد للأمن الوطني”.
وشملت هذه الاعتقالات نشطاء ومدافعين عن حقوق الإنسان شاركوا في احتجاجات ضد مواقف الحكومة الأردنية من الوضع في غزة أو ضد اتفاقيات الغاز مع إسرائيل.
وتتهم منظمات حقوقية دولية الحكومة الأردنية بانتهاك حرية التعبير، لا سيما في سياق الضغط الشعبي المتزايد ضد السياسات المتعلقة بالتعاون مع إسرائيل.
التوترات السياسية والحقوقية
الاعتقال الأخير يشير إلى التوترات المتزايدة بين المواقف السياسية الداخلية في الأردن وما يدور في الساحة الإقليمية. ففي الوقت الذي تواصل فيه الحكومة الأردنية محاولاتها للحد من النشاطات المناهضة لإسرائيل، يعبر العديد من الأردنيين عن دعمهم للقضية الفلسطينية، وهو ما يؤدي إلى تصاعد الضغوط على الحكومة.
ردود الفعل الدولية
منظمات حقوقية دولية، مثل هيومن رايتس ووتش، أدانت هذه الاعتقالات وقالت إنها تمثل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية في الأردن.
وتستمر الدعوات إلى الإفراج عن المعتقلين وتحقيق العدالة في التعامل مع احتجاجات الرأي العام.
حادثة اعتقال الطالبة أمجد فرج هي واحدة من العديد من الحوادث التي تعكس القمع المتزايد في الأردن ضد أي تعبير عن الدعم لفلسطين أو معارضة السياسات الحكومية في هذا الصدد.
بينما يتفاعل النشطاء والمجتمع الدولي مع هذا الحدث، تبقى التساؤلات حول مدي حرية التعبير في الأردن قائمة، خاصة في ظل التوترات السياسية المتصاعدة في المنطقة.










