أعلنت ميخال كوتلر-فونش، المبعوثة الخاصة المتطوعة لإسرائيل لمكافحة معاداة السامية، استقالتها من منصبها احتجاجا على “فشل الحكومة الإسرائيلية في مأسسة دورها” وعدم تطبيق توصياتها في مواجهة “معاداة السامية المتنامية” على الصعيدين المحلي والدولي.
تولت كوتلر-فونش، العضوة السابقة في الكنيست عن حزب “أزرق أبيض”، هذا المنصب في سبتمبر 2023، أي قبل شهر فقط من الهجوم الدامي الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، وهو الهجوم الذي ساهم في تصعيد الخطاب المناهض للسامية حول العالم. منذ توليها المنصب، قامت كوتلر-فونش بجولات ميدانية لعدة دول، حيث التقت مع مشرعين وقادة جامعيين وجاليات يهودية في عدة دول، كما عملت على تطوير استراتيجية شاملة لمكافحة معاداة السامية عالميا.
وأكدت كوتلر-فونش في تصريحاتها عقب الاستقالة أن الاستراتيجية التي وضعتها تم توقيعها من قبل ممثلي 40 دولة، بما في ذلك إسرائيل، وأنها تركز على التوعية ضد معاداة السامية وحماية الجاليات اليهودية في كافة أنحاء العالم. وأضافت أن هذه الاستراتيجية حظيت بدعم دولي واسع، لكنها للأسف “لم تجد التطبيق الفعلي في السياسة الإسرائيلية”.
وحول سبب استقالتها، أوضحت كوتلر-فونش أن توصياتها لم يتم تنفيذها، مشيرة إلى “تجاهل كبير” من قبل الحكومة الإسرائيلية، حيث كانت قد اقترحت وضع “جبهة القتال الثامنة” ضد معاداة السامية كجزء من استراتيجية شاملة، وهو ما لم يتحقق. ووصفت الوضع بالقول: “في ظل الحرب الوجودية التي نواجهها، لا تزال جبهة القتال الثامنة مستعرة دون استراتيجية شاملة أو السلطة الكافية لمكافحتها بشكل فعال.”
كما أكدت أنها ستظل ملتزمة بمكافحة معاداة السامية على المستوى العالمي، وقالت: “قد أستقيل من منصبي، ولكن رسالتي لم تتوقف. سأواصل العمل لمكافحة الكراهية ضد اليهود في كل مكان.”
تأتي استقالة كوتلر-فونش في وقت حساس، حيث تزداد المخاوف العالمية بشأن تنامي ظاهرة معاداة السامية، خاصة في أعقاب الصراع الأخير بين إسرائيل وحركة حماس، والذي أدي إلى تصعيد في الاعتداءات على اليهود في عدة دول.
من جانبها، لم تصدر الحكومة الإسرائيلية بعد أي تعليق رسمي على استقالة كوتلر-فونش، لكن المعنيين بالشأن الإسرائيلي يعربون عن قلقهم إزاء التأثير السلبي الذي قد تتركه هذه الاستقالة على جهود مكافحة معاداة السامية.
إصرار على استمرارية الجهود
على الرغم من استقالتها، أكدت كوتلر-فونش أنها ستواصل مساعيها في هذا المجال، مشيرة إلى أهمية التنسيق بين الدول لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة والتي تعتبر تهديدا للجميع، وليس فقط للجاليات اليهودية.
وفي سبتمبر 2023، وبعد تعيينها في المنصب، شنت كوتلر-فونش حملات توعية في عدة محافل دولية حول خطورة معاداة السامية في العصر الحديث، والتي لا تقتصر على الحملات الإعلامية أو المظاهرات، بل تمتد أيضا إلى الهجمات البدنية والمعنوية على اليهود في مختلف أنحاء العالم.
تفاعلات متباينة
تعتبر استقالة كوتلر-فونش ضربة جديدة للسياسة الإسرائيلية في ملف معاداة السامية، وهو ملف يتوقع الكثيرون أن يشهد مزيدا من التعقيدات في الفترة المقبلة، في ظل توترات الإقليم وصعود الحركات المتطرفة في بعض المناطق.










