أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعمه لخطة سلام متعددة البنود أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مؤتمر مشترك في البيت الأبيض بتاريخي 29–30 سبتمبر 2025، ووصف الخطة بأنها «تحقق كل أهداف الحرب» وتضمن ألا تكون غزة مصدر تهديد لإسرائيل مستقبلا. بدوره قال ترمب إن الخطة تحظى بدعم عربي وإسلامي «تقريبا»، مهددا بدعم كامل لإسرائيل إذا رفضت حماس المقترح أو حاولت الالتفاف عليه.
ملخص الحدث
أعلن الرئيس ترمب خطة من نحو 20–21 بندا تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، وتضم مبدئيا وقف إطلاق نار، تبادل أسرى ورهائن، انسحابا إسرائيليا تدريجيا ونزع سلاح حماس، مع نشر قوة استقرار دولية مؤقتة وإنشاء سلطة انتقالية لإدارة غزة في مرحلة الانتقال. وفق الوثائق المعلنة، تشترط إعادة جميع المختطفين — أحياء أو أمواتا — خلال 72 ساعة من قبول الخطة، وفتح الحدود أمام المساعدات والاستثمار بعد مراحل الانسحاب.
أبرز ما قيل في المؤتمر
قال نتنياهو مخاطبا ترمب: «أؤيد خطتك لإنهاء الحرب في غزة، فهي تحقق أهداف حربنا… وتضمن ألا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى».
قال ترمب إن «الجميع وافق تقريبا» على عناصر الخطة وأضاف: «إذا رفضت حماس، فإن إسرائيل لديها كل الدعم للقضاء على هذا التهديد»، ووصف اليوم بأنه «تاريخي» وأن التوصل لاتفاق «قريب للغاية».
دعم عربي وإسلامي وإحراز مواقف
أعلن ترمب أن دولا عربية وإسلامية «التزمت، وفي حالات كثيرة كتابيا» بدعم مسار نزع السلاح والتفكيك السريع لقدرات حماس، وذكرت مراسلات وتقارير أن وزراء خارجية من دول إقليمية رحبوا بالخطة وأبدوا استعدادا للتعاون. مع ذلك، حملت التصريحات دلالة على أن إسناد الأطراف العربية والإسلامية يعد ركيزة أساسية لإنجاح تنفيذ البنود الأمنية والاقتصادية.
موقف حماس والوسطاء
أفادت جهات تابعة لحماس أنها لم تتسلم نصا مكتوبا للخطة بعد، مما يترك الباب مفتوحا للمفاوضات عبر وسطاء إقليميين، أبرزهم قطر ومصر. هذا يعني أن المسار التفاوضي لتنفيذ الخطة ما يزال في مراحله الأولى وأن نجاحه يعتمد على قنوات اتصال رسمية وإجراءات توثيقية.
بنود حساسة وتحديات التنفيذ
تتضمن الخطة بنودا شديدة الحساسية منها:
إجراءات نزع السلاح التفصيلية لقدرات حماس العسكرية والسياسية.
آليات فرز ومنح العفو لمن يقرون بالتخلي عن العنف أو التعاون مع الترتيبات الجديدة.
إنشاء «سلطة انتقالية» ومجلس دولي لمرحلة ما بعد الانسحاب، ما يفرض توافقا إقليميا ودوليا غير مسبوق.
تثير هذه البنود أسئلة قانونية وسياسية بشأن الضمانات، آليات الفرز، مصير الكوادر والمسؤولين، وحماية المدنيين خلال عمليات التفكيك والانسحاب.
السيناريوهات المقبلة
قبول الخطة: يبدأ تنفيذها بوقف إطلاق نار فوري، تبادل أسرى/رهائن وفق جدول زمني، انتشار قوة استقرار دولية، انسحاب إسرائيلي تدريجي، وفتح حدود المساعدات والاستثمار. تحتاج هذه المسافة إلى ضمانات وإشراك إقليمي.
رفض أو مراوغة حماس: تعهد ترمب بتقديم دعم كامل لإسرائيل «لإنهاء التهديد»، ما قد يفتح على خيار عسكري أو عمل أحادي من جانب إسرائيل لاستكمال «الأهداف» التي ذكرها نتنياهو، مع مخاطر تصعيدية إنسانية وسياسية.
الخلاصة
عرضت إدارة ترمب خطة شاملة لإنهاء الحرب في غزة تضم عناصر أمنية وسياسية واقتصادية مع وعد بدعم إقليمي، ولاقى الإعلان دعما رسميا مباشرا من نتنياهو. لكن نجاح الخطة مرهون بقبول حماس، وتفاصيل التنفيذ (التي لم تسلم علنا كاملا)، وقدرة الوسطاء الإقليميين والدولية على ضمان احترام البنود وإدارة الانتقال. وفي حالة رفض المقترح، تلوح التصريحات بإمكانية دوران المسار نحو مزيد من الدعم العسكري لإسرائيل، ما يجعل المرحلة المقبلة حاسمة وخطرة في آن معا.










