انطلقت اليوم في مدينة العلا السعودية أعمال اجتماع قادة مؤتمر ميونيخ للأمن، بمشاركة رفيعة المستوى من صناع القرار والخبراء الإقليميين والدوليين، ضمن سلسلة لقاءات “Munich Leaders Meeting” التي تعقدها إدارة المؤتمر في عدد من العواصم حول العالم.
ويستمر الاجتماع لمدة يومين في مسرح مرايا، الذي يشهد نقاشات مغلقة بين نحو 70 مشاركا من كبار المسؤولين ووزراء الخارجية والخبراء الأمنيين، وسط تركيز مكثف على قضايا الأمن الإقليمي، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في غزة، وأمن الطاقة، والأمن الاقتصادي.
أمن الشرق الأوسط في صدارة النقاش
أكد البيان الافتتاحي للمؤتمر أن النسخة الحالية من اجتماع القادة تركز على التحديات الأمنية العابرة للحدود، مع تسليط الضوء على الأمن في الشرق الأوسط وانعكاساته الجيوسياسية الأوسع. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها الاجتماع في منطقة الشرق الأوسط، ما يعكس اهتماما متزايدا بإشراك دول المنطقة في رسم ملامح الأمن الإقليمي والدولي.
ويشارك في المؤتمر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ضمن المتحدثين الرئيسيين في الجلسات العامة، إلى جانب عدد من وزراء الخارجية من دول المنطقة، وممثلين عن أوروبا والولايات المتحدة.
غزة ومسارات التهدئة السياسية
تصدرت تطورات الصراع في غزة جدول أعمال الاجتماع، حيث تناولت جلسات خاصة سبل التهدئة، ودور القوى الإقليمية والدولية في الدفع نحو حلول سياسية مستدامة. وأشارت منشورات المؤتمر إلى أن المجتمعين يسعون إلى بلورة رؤية جماعية لتخفيف التوترات وإحياء العملية السياسية في ظل أوضاع إنسانية وأمنية متدهورة.
كما شملت النقاشات سبل تعزيز الوساطة الإقليمية وإعادة تنشيط العمل متعدد الأطراف، خاصة في ظل بيئة دولية تتسم بالتنافسية وتداخل الأزمات.
أجندة موسعة: الدبلوماسية والأمن الاقتصادي
إلى جانب الملف الفلسطيني، تناول المؤتمر قضايا التعاون الدبلوماسي والتعددية وحل النزاعات، بالإضافة إلى دور أوروبا والولايات المتحدة في دعم الاستقرار الإقليمي. وشكل أمن الطاقة والأمن الاقتصادي محورا رئيسيا في ضوء المخاطر المتزايدة التي تواجه الإمدادات وسلاسل التوريد.
رسائل الاستضافة السعودية
اعتبرت استضافة العلا لهذا الحدث الدولي البارز تأكيدا على الدور المتنامي للمملكة العربية السعودية كمنصة إقليمية للحوار الدبلوماسي والأمني. ووفق تصريحات خليجية رسمية على هامش الافتتاح، فإن انعقاد الاجتماع في قلب المنطقة يحمل دلالة رمزية وعملية، من حيث بناء الثقة وطرح حلول واقعية تستند إلى فهم محلي عميق للتحديات.
مخرجات منتظرة ومشاورات مستمرة
رغم الطبيعة المغلقة للجلسات، يتوقع أن تسهم نقاشات العلا في صياغة خلاصات غير علنية تسهم في توجيه الاتصالات الدبلوماسية المقبلة، لا سيما في ملفات التهدئة والصراعات الإقليمية والطاقة. وتواصل “مجموعة الشرق الأوسط” التابعة لمؤتمر ميونيخ مشاوراتها على هامش الاجتماع، بهدف تعزيز مسارات الحوار والتعاون الأمني والاقتصادي.










