شهدت بلدة إلدهيري في إقليم جلجدود بوسط الصومال، صباح اليوم، هجوما مسلحا عنيفا نفذته حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة، استهدف مواقع للقوات الحكومية الصومالية، وأسفر عن اشتباكات عنيفة وخسائر بشرية، وسط تضارب في الأنباء حول طبيعة السيطرة على البلدة.
ووفق ما أوردته منصات إخبارية محلية، فإن الهجوم بدأ فجرا بهجوم مركب شمل اقتحامات على قواعد عسكرية، تلاه انتشار مؤقت لعناصر الحركة في البلدة، مع ادعاءات باغتنام عتاد وأسلحة.
من جانبها، سارعت الحكومة الصومالية إلى نفي سقوط البلدة بشكل دائم في يد المسلحين، مؤكدة في بيان لوزارة الدفاع أن القوات الحكومية تمكنت من استعادة السيطرة الكاملة على إلدهيري خلال وقت قصير، بعد صد الهجوم وإلحاق خسائر فادحة بالمهاجمين، بينها مقتل العشرات وأسر عدد من القادة.
رغم هذه التصريحات، لم يتسن حتى اللحظة التحقق المستقل من طبيعة السيطرة الميدانية، في ظل حظر وصول الصحفيين إلى المنطقة، وتضارب البيانات بين مصادر الحكومة والحركة المسلحة.
وفي السياق ذاته، نشرت حركة الشباب مقاطع مصورة ومشاهد دعائية عبر قنواتها الإعلامية، قالت إنها توثق لحظة السيطرة على مواقع عسكرية في إلدهيري، ما اعتبره مراقبون جزءا من حملة دعائية تهدف لإبراز قدرة الحركة على المناورة وتحقيق مكاسب مؤقتة رغم الضربات الجوية والبرية التي تتعرض لها.
خلفية وأهمية الموقع
تعد بلدة إلدهيري واحدة من عقد المواصلات الحيوية في جلجدود، وتمثل موقعا استراتيجيا على خريطة العمليات العسكرية في وسط الصومال. وتشهد المنطقة منذ شهور تصاعدا في هجمات حركة الشباب، التي تسعى إلى السيطرة على بلدات محورية وقطع طرق الإمداد عن القوات الحكومية والبعثات الإفريقية.
وقد سبق أن شهدت إلدهيري هجمات مماثلة في منتصف سبتمبر الماضي، نفت الحكومة خلالها مزاعم الحركة بالسيطرة على البلدة، ووصفتها بـ”الدعاية الإعلامية”، رغم اعترافها بسقوط ضحايا وخسائر مادية.
تداعيات محتملة
الهجوم الأخير على إلدهيري، إلى جانب تقارير عن تحركات مسلحة في بلدات قريبة مثل جلعد ووعبو وأوسويني، يشير إلى تصعيد واضح من جانب حركة الشباب، في وقت تواجه فيه الحكومة تحديات أمنية ولوجستية في مناطق واسعة من وسط وجنوب البلاد.
ويخشى مراقبون من أن تكون هذه الهجمات جزءا من استراتيجية أوسع للحركة تستهدف محاصرة العاصمة مقديشو، عبر ضرب محاور الإمداد ومهاجمة المواقع الحكومية المتقدمة، خاصة بعد تقليص انتشار قوات الاتحاد الإفريقي في بعض المناطق.










