ألقت السلطات الهولندية القبض على الناشط المصري أنس حبيب، المعروف بانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين، المحظورة بعد سلسلة احتجاجات مثيرة أمام السفارة المصرية في لاهاي، تسببت في جدل واسع وأثارت مخاوف أمنية ودبلوماسية بين القاهرة وأمستردام
بدأت الواقعة عندما نظم أنس حبيب، المقيم في هولندا منذ سنوات، سلسلة اعتصامات واحتجاجات أمام مقر السفارة المصرية بلاهاي، تصاعدت إلى محاولات اقتحام واعتداء لفظي وفعلي على الدبلوماسيين المصريين، مع تكرار وقائع مشابهة ضد سفارات عربية أخرى، تحت ذريعة الاحتجاج على إغلاق معبر رفح أمام المساعدات المتجهة لغزة
.أظهرت مقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل أن أنس حبيب أقفل أبواب السفارة المصرية بأقفال حديدية، وهتف بهتافات مسيئة ضد موظفي السفارة والحكومة المصرية، ووجّه اتهامات علنية بالتواطؤ في حصار غزة. هذه التصرفات دفعت الشرطة الهولندية إلى اعتقاله أكثر من مرة خلال 24 ساعة، آخرها كان بتهمة “التخريب” و”التعدي على منشأة دبلوماسية”
.انعكاسات الاعتقال في أروقة السياسة والإعلاموصفت وسائل إعلام ومصادر أمنية أن اعتقال أنس حبيب جاء نتيجة حملة أمنية منسقة، بعد شكوى رسمية من السفارة المصرية، ووسط ضغوط دبلوماسية على الحكومة الهولندية لاتخاذ تدابير تحمي البعثات الدبلوماسية من الاعتداءات، خاصة بعد تكرار محاولات الاقتحام
.شهدت منصات التواصل الاجتماعي حملة واسعة من التفاعل، انقسمت خلالها الآراء بين مؤيد للسلطات الهولندية في ضربها بيد من حديد على ما اعتبروه “اعتداءً سافراً على سيادة دولة”، وبين متعاطفين مع رواية حبيب حول المساعدات الإنسانية لغزة. تداول رواد مواقع التواصل فيديوهات توثق لحظة القبض عليه وبث مباشر أطلقه أمام السفارة فور اقتحام الشرطة للمكان
.حيثيات القضية والتهم الموجهةالاتهامات الرسمية التي يواجهها أنس حبيب تتمثل في التخريب، التعدي على منشآت دبلوماسية، الإساءة للموظفين، وإثارة الشغب، وهي تهم قد تصل عقوبتها إلى السجن أو حتى الترحيل من هولندا، خصوصاً مع تصنيفه “هارباً سياسياً” لدى السلطات المصرية التي تطالب باسترداده
.يذكر أن موجة الاحتجاجات والغضب من جانب السلطات المصرية تضمنت تواصلاً مباشراً بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء هولندا، لمطالبة الحكومة الهولندية بضمان حماية البعثات الدبلوماسية المصرية في أوروبا، والتحذير من مخاطر تصاعد ما يسمّى “الهجمات الهجينة” من قبل نشطاء محسوبين على جماعة الإخوان
.خلفية شخصية وأنشطة مثيرة للجدليعتبر أنس حبيب من الشخصيات المثيرة للجدل، وتذكر تقارير إعلامية أنه تقدم بطلب للجوء السياسي في هولندا عام 2021، مدعياً تعرضه للاضطهاد على خلفية ميوله الجنسية ومعارضته للنظام المصري، وهو ما سهّل حصوله على الإقامة هناك
وقد اتُهم مراراً باستغلال الأنشطة المؤيدة لغزة سبيلاً للتحريض الإعلامي ضد الدولة المصرية واستثارة الرأي العام الأوروبي.أوضحت بعض المصادر أن حملة أنس حبيب ضد الحكومة المصرية بدأت في يوليو بإغلاق بوابات السفارة ثم تطورت إلى مهاجمة سفارات أخرى مثل سفارة الأردن، وأن هذه الأعمال جاءت في سياق ما وصفه “احتجاجاً على تواطؤ الدول العربية مع إسرائيل ضد غزة”
.موقف السلطات الهولندية والإجراءات المتوقعةلم تستبعد مصادر مطلعة اتخاذ إجراءات مشددة ضد أنس حبيب، قد تصل إلى الترحيل، خاصة في ظل تزايد التحذيرات الأوروبية من استغلال نشطاء سياسيين إخوانيين للأراضي الهولندية في تهديد أمن وكرامة البعثات الأجنبية.
وتجرى حالياً تحقيقات موسعة مع حبيب، مع تشديد على عدم التساهل مع أي أفعال تهدد العلاقات الدبلوماسية أو تعرض أمن البعثات الرسمية للخطر
.يترقب الرأي العام نتائج هذه التحقيقات والإجراءات، خاصة في ضوء الضغوط المتبادلة بين مصر وهولندا، وسط موجة اهتمام إعلامي غير مسبوق بقضية أنس حبيب وتداعياتها المتشعبة










