يبدو شهر أكتوبر 2025 حاسما لمستقبل الصحراء الغربية، مع تزايد الضغوط الدبلوماسية والعسكرية في وقت يقترب فيه موعد تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الإقليم (المينورسو)، وسط مخاوف من أن يؤدي الجمود المستمر منذ عقود إلى تصعيد إقليمي واسع.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2025 اجتماعا مغلقا، برئاسة روسيا، للاستماع إلى إحاطة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، قبل التصويت المنتظر في 30 أكتوبر بشأن مستقبل المينورسو.
نصف قرن على “المسيرة الخضراء”
تتزامن هذه اللحظة الحرجة مع الذكرى الخمسين لـ”المسيرة الخضراء”، التي حشد خلالها المغرب عام 1975 نحو 350 ألف مواطن لاستعادة السيطرة على الصحراء الغربية من الإدارة الإسبانية.
وتعتبر هذه الذكرى في الرباط رمزا للسيادة على “الأقاليم الجنوبية”، بينما تراها جبهة البوليساريو بداية “احتلال” لا يزال محل نزاع. أما على الصعيد الدولي، فهي تمثل مرور نصف قرن على صراع لم يجد طريقه إلى الحل.
مواقف متباينة في مجلس الأمن
تحافظ القضية على حالة من الجمود الدبلوماسي. فقد جددت الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كأساس للحل السياسي، في حين تلتزم روسيا والصين الحذر، بانتظار تحديد موقف أوضح خلال الأسابيع المقبلة.
من جهتها، تصر الجزائر، الداعم الرئيسي للبوليساريو، على خيار الاستفتاء لتقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة، معتبرة القضية “آخر ملف إنهاء استعمار في إفريقيا”.
سباق تسلح وتصاعد المخاطر
يتقاطع الجمود السياسي مع بعد عسكري متزايد. فقد رفعت الجزائر ميزانيتها الدفاعية إلى نحو 25 مليار دولار لعام 2025، فيما خصص المغرب أكثر من 12 مليار دولار لتطوير قدراته العسكرية.
وتشمل الاستثمارات أسلحة حديثة، ما يثير المخاوف من مواجهة مباشرة، خاصة مع استمرار هجمات متفرقة تشنها البوليساريو على طول الجدار الرملي الفاصل.
المينورسو تحت ضغط الميزانية
تأسست بعثة المينورسو عام 1991 لمراقبة وقف إطلاق النار والإشراف على استفتاء تقرير المصير الذي لم يجر قط. ورغم أكثر من ثلاثة عقود من العمل، تواجه البعثة اليوم ضغوطا مالية متزايدة، مع اتجاه الإدارة الأمريكية إلى تقليص تمويل بعثات حفظ السلام “المجمدة”.
كما باشر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مراجعة شاملة لعمليات البعثات بهدف ترشيد النفقات.
أي تقليص أو إنهاء محتمل للمينورسو سيترك الصحراء الغربية بلا آلية مراقبة دولية، ما قد يفتح الباب لتصعيد غير مسبوق في نزاع ظل لعقود محصورا ضمن خطوط محددة، لكنه يهدد الآن بالتحول إلى أزمة إقليمية واسعة النطاق.










