تشهد المملكة المغربية موجة احتجاجات غير مسبوقة بقيادة حركة “جيل زد 212″، حيث اندلعت مظاهرات واسعة في مدن كبرى مثل الرباط والدار البيضاء وطنجة ومراكش خلال الأيام الأخيرة، مطالبة بتحسين الخدمات العامة خصوصاً في قطاعي الصحة والتعليم، ورافضة الإنفاق الحكومي الضخم على استعدادات تنظيم كأس العالم وكأس أفريقيا لكرة القدم
.أسباب الاحتجاجات وتطوراتهابدأت حركة “جيل زد 212” كشباكات نقاش عبر المنصات الرقمية مثل “ديسكورد” و”تيك توك”، قبل أن تنقل مطالبها للشارع بشكل غير تقليدي، وجمعت الشباب من مختلف أنحاء المغرب حول شعارات مثل “الصحة أولاً” و”لا نريد كأس العالم”
انفجرت الأزمة إثر تفاقم وضع المستشفيات وتدهور التعليم، وتفاقم البطالة بين الشباب الذين تبلغ نسبتهم رسمياً نحو 36%
. ما زاد الغضب الشعبي وفاة عدد من النساء في أحد المستشفيات العمومية، وتكرار حوادث التهميش في التعليم
.التصعيد الأمني ورد الحكومةرغم دعوات الحركة للحفاظ على سلمية الاحتجاجات، شهدت بعض المدن أعمال عنف وتخريب، أبرزها اقتحام مركز للدرك الملكي في القليعة ووفاة ثلاثة أشخاص برصاص الأمن، بالإضافة إلى إصابات عديدة بين قوات الأمن والمتظاهرين
وقامت السلطات باعتقال العشرات وسط انتقادات حقوقية لتعاملها مع التظاهرات
في المقابل، أعلن رئيس الحكومة عزيز أخنوش استعداده للحوار مع الشباب وأكد أن الحكومة ستسعى لمعالجة المطالب عبر النقاش داخل المؤسسات العامة
.أبعاد الأزمة وانعكاساتها
يرى مراقبون أن هذه الاحتجاجات تعتبر منعطفاً حاسماً في العلاقة بين الدولة وفئة الشباب المغربي، خصوصاً في ظل تصاعد القلق من استغلال أطراف مجهولة التصعيد لنشر الفوضى والمعلومات المضللة
. وتخشى مجموعات مدنية من تكرار أعمال العنف، في حين تتزايد المطالب الشعبية بمحاسبة مسؤولي الفساد وإعادة النظر في أولويات الميزانية الوطنية









