الاستقلال هو التحرر والخلاص من القيد والسيطرة الأجنبية أو كل من كان يفرض نفسه عليك بالقوة، وذلك بحكم شعب نفسه بنفسه وفق طريقة التي يريده، بينما استغلال هو استخدام شعب وموارده من قبل شعب أخر؛ نسبة لطيبة أو مسكنة هذا شعب أو لأن شعب أخر يستخدم شعب أخر بدواعي أنه، تحت حمايته هو وموارده من خطر داخلي أو خارجي وهذا ما حدث ويحدث لشعب جنوب السودان ودولة يوغندا التي جعلت من نفسها ولي أمره.
جنوب السودان، كان عبارة عن تجاه جغرافي أو إقليم من جمهورية السودان حينئذ قبل أن ينفصل أو يستقل من السودان في يوم 9/7/2011، وذلك بإستفتاء شعبي الذي فيه صوت شعب إقليم جنوبي أو جنوبيين بنسبة 98% باستقلال أو إنفصال بالأحرى من السودان الأم؛ وسبب الذي جعلهم يصوتون في ذلك الاستفتاء على استقلال أو إنفصال هو محاولة لهرب من نير الظلم والتهميش الذان ظل الجنوبيون يعانون منهما طيلة 55 عاما، وقد يقول القائل: أن شعب السوداني كله ظل يعاني من تركة المستعمر طيلة 55 عاما شأنه كشأن إخوانه الجنوبييون إلى أن نال الجنوبيين استقلالهم في تاريخ المذكور أعلاه، وظل باقي شعب السوداني باقي في هذه المعاناة إلى أن قام صراع السوداني السوداني في عام 2023م، وأنا ههنا، يمكنني تفنيد هذا إدعاء أو هذا زعم بقول: أن التهميش والظلم الذي تعرض له الجنوبيين يختلف تماما عن ما تعرض له بقية سودانينا؛ لأن نصيب من المعاناة التي نالوها الجنوبييون من الحكومات السودانية التي تعاقبت على حكم السودان منذ 56 إلى أن انفصل الجنوب كانت أشدة.. مقارنة بمعاناة بقية السودانيين؛ لأن الحكومات كانت تنظر إلى الجنوبييون كشعوب وثنية رافضة لثقافه إسلامو عروبة، بينما شعوب في غرب وشرق وشمال ووسط السودان انصاعوا لثقافة إسلامو عروبة في بداية دخول العرب إلى السودان؛ فكان نصيبهم من ما نالوه من الظلم والتهميش واضطهاد أقل من ما نالوه الجنوبييون من القهر والظلم والتهميش والاضطهاد.
الغريب والعجيب في الأمر: هو أن بعد ما نال الجنوبييون استقلالهم من تركة المستعمر جاؤوا ووقعوا في فخ التهميش والظلم والقهر والاضطهاد أكثر وأشدة من الظلم الذي هربوا منه في السودان؛ الذي فيه كان التهميش واقع على النخبة السياسية الجنوبية بالصورة أشدة، بينما المواطنيين الجنوبيين كانوا مظلميين ولكن ظلهم كان أقل ضررا من ظلم نخبتهم السياسية، كانت تركة المستعمر تهمش السياسيين الجنوبيين وكان لا يعطيهم فرص السياسية في دولة السودانية، حتى يتمكنوا من التقلد الحقائب الوزارية السيادية وبل، كانت تعطي لساسة الجنوبيين وزارة أو وزارتين خدميتين هامشيتين، هذا وإن دل يدل على أن التركة المستعمر هي التي كرست ومهدت الطريق لاستقلال جنوب السودان عن السودان، بينما في جانب المقابل كان شعب جنوب سودانية متاحة له فرص العمل في الأعمال اليدوية؛ كعمال في المصانع والمشاريع الزراعية لدولة والمشاريع الخاصة وكخدم في بيوتات التركة المستعمر، وكل هذا، كان يصب في قالب معيشة صاحب طموحات البسيطة من المواطنيين الجنوبييين؛ بينما تركة المستعمر استطاعت في أن تخلق مناطق آمنة في مناطقها جالبة وجاذبة لاستثمارات الأجنبية والتي كانت قبلة لأصحاب الطموحات البسيطه من الجنوبييون لكي يعملوا هناك بأيديهم مقابل تأمين قوتهم اليومي لأبنائهم الذين كانوا يرونهم كمستقبلهم المشرق في حال تلقيهم التعليم الجيد.
ولكن، بعد أن استقلينا وجيئنا وأسسنا دولتنا الغير قادرة على توفير أبسط مقومات الحياة لإنسانها، هذه الدولة التي عمرها 14 عاما اليوم، لم ولن تخدم أية الخدمة لمواطنيها، وهذا إن دل يدل على مقولة مأثورة والمشهورة:
” ما بنى على باطل فهو باطل ” فلقد بنينا دولتنا على باطل فسوف تستمر في هكذا الكيفية إلى أن يأتي الساعة: دولة لا توجد فيها الخدمات الصحية والتعليمية دولة التي تنعدم فيها الأمن؛ وبسبب انعدام الأمن فيها غابت الاستثمارات الأجنبية التي تحتاج إلى ضمانات الأمنية الحصينة، بل وطبقنا نظام التركة المستعمر طبقا على الأصل على نظامنا اليوم في جنوب السودان: انتشرت الظواهر التالي: التمييز والتفرقة والعنصرية والقبلية والكراهية، في حين انه؛ فشل الذي فرض على الجنوبييون هذه الظواهر المذكورة أعلاها في تأمين مناطقها لتكون ملاذا ومقصدا آمن لاستثمارات الأجنبية حتى تتيح لجنوبيين فرص الأعمال اليدوية ومن ثم يستمر في استبداده لجنوبيين؛ كما كان يفعلها تركة المستعمر في السودان، وهذا ما جعل وضع مواطن الجنوبي أعقد وأصعب من ما كان عليه في السودان القديم الذي فيه كان يتحكم تركة المستعمر، فالوضع أشبه بالجحيم وصار تركة المستعمر في جنوب لا يهمه أمر مواطن جنوبي حتى. عرض أقل










