أنهت الجزائر مهام سفيرها في بيروت كمال بوشامة بقرار رئاسي بعد تداول مقطع مصوّر يهاجم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بعبارات وُصفت بأنها غير لائقة دبلوماسيًا، في خطوة هدفت إلى احتواء التداعيات والفصل بين الرأي الشخصي والسّياسة الرسمية للدولة.
وقع incident التصريحات خلال مؤتمر “لبنان والجزائر: تاريخ مشرق وحاضر مضيء” في 23 سبتمبر، وهو نشاط ثقافي نظمته جهات لبنانية بالتعاون مع السفارة الجزائرية، قبل أن يتحوّل إلى جدل سياسي إثر خروج الحديث عن مساره الثقافي.
تفاصيل الحدث
وفق تقارير متقاطعة، وصف بوشامة الرئيس ترمب بأنه “المجنون” و”الأبله” و”راعي بقر مكانه الطبيعي مستشفى للأمراض العقلية لا قيادة أقوى دولة في العالم”، وهي عبارات وثّقتها مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع عبر المنصات الرقمية وأعادت نشرها وسائل إعلام عربية وأجنبية .
وأشارت روايات صحفية إلى أن السفير خرج عن نصّ خطاب مُعدّ سلفًا وانتقل من استعادة صفحات من التاريخ الثوري الجزائري إلى انتقاد سياسات واشنطن وغزة بلغة شخصية، ما اعتُبر تجاوزًا لأصول التخاطب المعتمدة للدبلوماسيين.
القرار والمسار المؤسسي
وأفادت “المدن” و”الشرق الأوسط” أن القرار صدر بصفة رئاسية عن الرئيس عبد المجيد تبون، مع طلب عودة السفير إلى الجزائر، بعد اعتبار ما صدر عنه “خروجًا عن الإطار الدبلوماسي” و”ابتعادًا عن ثوابت وقيم الدبلوماسية الجزائرية”، وذلك نقلًا عن موقع “كل شيء عن الجزائر” القريب من السلطات.
وبيّنت التغطيات أن مدّة ولاية بوشامة لم تتجاوز عشرة أشهر منذ اعتماده مطلع 2025، ما يعكس سرعة الاستجابة لاحتواء التداعيات على العلاقات الثنائية والإقليمية.
اتحاد الكتاب اللبنانيين
وانعقدت الفعالية بتنسيق اتحاد الكتّاب اللبنانيين والسفارة الجزائرية والمنبر الثقافي لجمعية التخصص والتوجيه العلمي، وحضرها عدد من الشخصيات الثقافية والدبلوماسية والإعلامية، ما منحها وزنًا رمزيًا مضاعفًا حين انتشر مقطع الفيديو وما احتواه من عبارات مسيئة للرئيس الأمريكي.
ورأت تغطيات لبنانية أن مناسبة ثقافية كان يُفترض أن تعزّز الروابط التاريخية تحولت إلى قضية دبلوماسية بسبب الانزياح الخطابي عن قواعد اللياقة المتوقعة من ممثل رسمي لدولة صديقة.
ردود الفعل الدبلوماسيةذكرت The New Arab أن “مصادر قريبة من وزارة الخارجية اللبنانية” وصفت اللغة المستخدمة بأنها “غير مسبوقة ومقلقة للغاية”، في حين فضّلت البعثة الأمريكية في بيروت عدم التعليق العلني، وسط تقديرات بأن واشنطن لن تتجاهل الإساءة الشخصية لرئيسها.
وتذهب قراءات فرنكوفونية إلى أن خطوة العزل تعكس محاولة لضبط الأضرار وإيصال رسالة التزام بالأعراف وتمايز بين خطاب الأفراد ومسؤولية الدولة في إدارة علاقاتها الدولية .
خلفية عن البعثةأصبح بوشامة ثاني سفير جزائري في بيروت يُنهى تكليفه خلال فترة وجيزة بسبب تصريحات سياسية، إذ سبق أن استُدعي السفير رشيد بلباقي عقب تصريح مؤيد لـ”المقاومة” أثناء وصول ناقلة وقود جزائرية إلى لبنان، ما سلّط الضوء على حساسية المنبر اللبناني بالنسبة للتصريحات السياسية للدبلوماسيين.
كما واجهت البعثة هذا العام موجة انتقادات بسبب صورة منشورة من مقر السفارة خلال استقبال فنانة لبنانية اعتُبرت غير ملائمة للمكان الدبلوماسي ثم سُحبت لاحقًا، ما زاد من تمحيص سلوك المكتب الإعلامي للسفارة .










