أفادت القناة 12 العبرية، اليوم السبت (4 أكتوبر 2025)، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن فريق التفاوض الإسرائيلي تلقى تعليمات بالاستعداد لمغادرة بعثته في أقرب وقت، في إشارة إلى احتمال انتقال المفاوضات إلى مرحلة حاسمة خلال الساعات المقبلة.
وذكرت القناة أن المعطيات الحالية تشير إلى أن مسار المفاوضات يسلك هذه المرة نهجا مختلفا، مع إمكانية حسم تفاصيل المرحلة الأولى من خطة وقف الحرب بطريقة مغايرة عن الجولات السابقة.
تحرك دبلوماسي مكثف
يأتي هذا التطور بعد إعلان قطر ومصر، طرفي الوساطة الرئيسيين بين إسرائيل وحركة حماس، بدء العمل من أجل التوصل إلى “نهاية شاملة” للحرب المدمرة على قطاع غزة، عقب تجاوب الحركة مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي طرحت في 29 سبتمبر الماضي لإنهاء الحرب.
وأصدر ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا في وقت متأخر من مساء الجمعة، أكد فيه أن إسرائيل “تستعد للتنفيذ الفوري للمرحلة الأولى من خطة ترامب لإطلاق سراح جميع المختطفين”، مشيرا إلى أن العملية ستجري “بالتعاون الكامل مع الإدارة الأمريكية”.
خطة ترامب: وقف فوري للنار وإطلاق سراح المختطفين
تتضمن المرحلة الأولى من خطة ترامب وقفا فوريا لإطلاق النار لمدة 72 ساعة، وإطلاق سراح جميع المختطفين الإسرائيليين في غزة — وعددهم نحو 48 شخصا، من بينهم 20 على قيد الحياة — مقابل إفراج إسرائيل عن 250 سجينا فلسطينيا محكومين بالمؤبد، و1,700 محتجزا من غزة، بينهم نساء وأطفال.
كما تنص الخطة على إدخال مساعدات إنسانية شاملة بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر، وبدء التحضير لتشكيل قوة استقرار دولية بقيادة شركاء عرب لتسلم الأمن في القطاع تدريجيا بعد إطلاق الرهائن.
ردود متباينة من الأطراف
من جانبها، أعلنت حماس أمس (3 أكتوبر) موافقتها على إطلاق سراح جميع المختطفين مقابل وقف الحرب وانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، لكنها امتنعت عن القبول الصريح بنزع سلاحها أو التخلي عن دورها في الحكم، ما ترك بعض البنود “قيد التفاوض”.
ووصف مسؤول أمريكي الرد بأنه “إيجابي”، مؤكدا أن واشنطن تدرس آليات التنفيذ، فيما دعا ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” إسرائيل إلى “وقف القصف فورا لإخراج المختطفين بأمان”، مؤكدا أن “السلام الدائم في الشرق الأوسط ممكن الآن”.
ضغوط داخلية على نتنياهو
في إسرائيل، تواجه حكومة نتنياهو ضغوطا متزايدة من عائلات المختطفين التي دعت إلى بدء المفاوضات دون تأخير، معتبرة وقف القتال “شرطا أساسيا لإنقاذ الأرواح”. في المقابل، يحذر شركاء نتنياهو في الائتلاف اليميني من أن أي تنازل لحماس سيعد “هزيمة سياسية وعسكرية”.
الآفاق المقبلة
وفق المصادر العبرية، من المتوقع أن يغادر فريق التفاوض الإسرائيلي خلال ساعات إلى الدوحة أو القاهرة، حيث ستبدأ مفاوضات مكثفة لتطبيق المرحلة الأولى من الخطة. ويرى مراقبون أن نجاح هذه الجولة قد يفتح الباب أمام وقف شامل لإطلاق النار للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.










