تشهد شواطئ مدينة الإسكندرية هذه الأيام حالة من التأمل والقلق، بعدما أثارت ظاهرة انحسار مياه البحر وظهور شواطئ رملية جديدة في مناطق غير معتادة مثل محطة الرمل مخاوف بين أهالي المدينة والسائحين من احتمال وقوع موجات تسونامي، خاصة مع انتشار شائعات وصور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تروج لاحتمال تعرض المدينة لكارثة طبيعية وشيكة
.تأمل الشواطئ بين روعة الطبيعة وقلق التسوناميفي صباحات الإسكندرية المعتدلة، يعيش المصطافون والزائرون لحظات استرخاء نادرة على شواطئ متلألئة تمتد من أبو قير شرقًا حتى العجمي غربًا، مستمتعين بجمال البحر المتوسط الأزرق الذي لطالما سحر العيون وألهم الكتاب والشعراء.
لكن هذه الأجواء لم تمنع تصاعد المخاوف، خاصة بعد رصد تغيرات غير معتادة في مستوى البحر، وظهور شاطئ رملي جديد بمنطقة محطة الرمل المعروفة سابقًا بعدم وجود شواطئ بها
.حقائق علمية حول الظاهرةأكدت تصريحات خبراء المعهد القومي لعلوم البحار بالإسكندرية أن الظاهرة الأخيرة لانحسار المياه هي نتيجة طبيعية ومتكررة لا تستدعي القلق، وترتبط بعدة عوامل منها تأثير المد والجزر اليومي والشهر القمري، إضافة إلى تغيرات الضغط الجوي الموسمية التي تؤثر على مستويات البحر بشكل مؤقت وسريع التغير.
الخبراء شددوا أن غياب الزلازل البحرية الكبرى أو الأنشطة الزلزالية العنيفة في البحر المتوسط مؤخراً يعني أن حدوث تسونامي أمر شبه مستحيل حاليًا، وأن الوضع طبيعي حتى يعود منسوب المياه لمستوياته المتعادلة خلال أيام
.الموقف الرسمي وطمأنة الجمهورالمعهد القومي لعلوم البحار والأرصاد الجوية المصرية أصدرا بيانات رسمية تشرح الظواهر وتفند المزاعم عن احتمالات الكوارث البحرية. الدكتور عمرو زكريا حمودة، رئيس مركز الحد من المخاطر البحرية، أوضح أن أجهزة الرصد العلمية لم تسجل أي أنشطة غير طبيعية أو مؤشرات خطرة تدعو للقلق.
كما دعا المسؤولون والجمعيات البيئية إلى ضرورة عدم الانجراف وراء الشائعات، والاعتماد على مصادر رسمية عند تقييم الأوضاع الساحلية، خاصة أن الإسكندرية نجحت في السنوات الماضية بتنفيذ مشاريع كبرى لحماية الشواطئ ووضع حواجز أمواج تقلل من احتمالية أي تأثير للأمواج المرتفعة مستقبلاً
.انعكاسات الظاهرة على سكان وزوار الإسكندريةرغم كل التطمينات، تظل موجة القلق حاضرة بسبب قوة الصور المتداولة والذكريات الحاضرة في ذاكرة العالم من كوارث تسونامي آسيا، ما يدفع البعض للعزوف المؤقت عن السباحة والغوص، في حين يواصل المدنيون والزوار يومهم على شواطئ الإسكندرية الهادئة. وبحسب ما رصدته عدسات الصحافة المحلية، فلا يزال الإقبال جيدًا، مع رفع الرايات الخضراء على معظم الشواطئ الداعية لطمأنة المصطافين، باستثناء بعض شواطئ البحر المفتوح التي ترفع الراية الصفراء أو الحمراء في حالات استثنائية
.ربط الظواهر بزلازل بعيدة وتنامي المخاوفتزامن الظاهرة الأخيرة مع تسجيل اضطرابات أرضية طفيفة بالإسكندرية تأثراً بالزلزال العنيف الذي ضرب روسيا في يوليو الماضي، ما أضاف طبقة جديدة من الهلع على أحاديث المقاهي والسوشيال ميديا. إلا أن العلماء أوضحوا أن تأثيرات تلك الزلازل على مصر تظل محدودة للغاية ولا يمكن أن تتسبب في موجات تسونامي دون وجود مركز زلزالي قريب وقوي في وسط البحر المتوسط، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة
.المجتمع العلمي والإعلام في مواجهة الشائعاتدعت المؤسسات العلمية والإعلامية إلى تعزيز الوعي البيئي والاعتماد على العلم والمنهجية الحديثة، بدلًا من الوقوع في فخ التحليلات الشعبية اللاعلمية، فيما أكدت الجمعيات السياحية أن الإسكندرية تظل أحد أكثر المصايف المصرية والعربية أمانًا سواءً من مخاطر الكوارث الطبيعية أو النحر البحري، بفضل ما أُنجز من حماية شواطئية وإجراءات إنقاذ متطورة










