تشهد سوق النقد المصرية اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 حالة من الاستقرار النسبي في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، على خلفية تراجع طفيف خلال الأيام الماضية بعد قرار البنك المركزي المصري الأخير بخفض أسعار الفائدة
. فيما تتابع الدوائر الاقتصادية والبنكية هذا الثبات مع استمرار الضغوط التضخمية والتحديات الاقتصادية العالمية، وانعكاسات ذلك على النشاط التجاري المحلي
سجل سعر الدولار في معظم البنوك الكبرى ثباتاً يعكس توازن قوى العرض والطلب خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث أظهرت البيانات الرسمية للبنك المركزي المصري سعر شراء بقيمة 47.69 جنيه وسعر بيع 47.83 جنيه
.أما في البنك الأهلي المصري وبنك مصر وبنك القاهرة وبنك الإسكندرية، فجميعها سجلت نفس المعدلات تقريباً بواقع 47.74 جنيه للشراء و47.84 جنيه للبيع، مع اختلاف طفيف في بعض البنوك الخاصة مثل البنك التجاري الدولي (CIB) الذي بلغ فيه سعر الشراء 47.70 جنيه والبيع 47.80 جنيه
.هذا الاستقرار يأتي بعد موجة من الترقب والتوتر عاشها السوق عقب قرار خفض الفائدة بنسبة 1%، الأمر الذي انعكس بشكل ملحوظ على ميول المستثمرين وأداء البنوك المحلية
.عوامل الاستقرار وتأثير القرارات الأخيرةأرجع خبراء الأسواق استمرار هدوء سعر الدولار اليوم إلى عدة عوامل منها انخفاض الطلب تزامناً مع عطلة نهاية الأسبوع البنكية، وكذلك تأقلم السوق مع سياسات البنك المركزي، خاصة بعد ضخ سيولة إضافية بالبنوك لمواجهة أي مضاربات مفاجئة
.أيضاً، لعب قرار خفض الفائدة دوراً محورياً في كبح جماح توقعات التضخم ودعم الجنيه المصري مؤقتاً أمام العملة الأمريكية. رغم ذلك، لا تزال الأسواق تراقب عن كثب أي تطورات خارجية قد تدفع الدولار نحو موجة جديدة من التقلبات
.قراءة مستقبلية وتحركات مرتقبةتشير أغلب التوقعات الفنية إلى استمرار تقلب بسيط هامشي حول مستوى 47.7 إلى 47.8 جنيه للدولار في الأسبوع المقبل، مع إمكانية حدوث تحركات مفاجئة حال ظهور أي تغير اقتصادي عالمي أو اتخاذ قرارات بنك مركزي جديدة بشأن سعر الفائدة
تشير التوقعات أيضاً إلى أن الأداء الحالي للجنيه “ثابت حذر” ويعكس تماسكاً مؤقتاً قد لا يصمد في حال تغير الظروف المحيطة، خاصةً إذا ارتفعت مستويات الطلب التجاري أو عادت المضاربات بقوة للظهور مجدداً
.تفاعل الشارع المصري ومخاوف القطاعات التجاريةتراقب الأوساط التجارية بحذر تطورات السوق، حيث أصبح سعر الدولار مؤشراً رئيسياً على تكلفة الاستيراد وحركة أسواق السلع الأساسية. وترتبط آمال التهدئة بتدخل حكومي مدروس يضمن استقرار الأسعار ويحمي قوة الشراء لدى المواطن
.ويظل الاستقرار الحالي محل اختبار مستمر، وسط حالة من “التأهب الصامت” في الشارع الاقتصادي انتظاراً لأي مفاجآت تلوح في الأفق خلال الأيام المقبلة
.في ختام تغطية اليوم، يبقى السؤال الأهم: هل يواصل الدولار عناده في وجه تقلبات السوق المصرية أم أن هدوء اليوم ما هو إلا هدوء ما قبل العاصفة النقدية المقبلة؟ الإجابة يحملها الأسبوع الجديد والبنوك المفتوحة غداً.










