الـFBI يعلن مكافأة 200 ألف دولار في الذكرى الرابعة عشرة لاختفاء المذيع الإيراني شايان كاظمي
أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) عن مكافأة قدرها 200 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى كشف مصير أو مكان المذيع الإيراني المولد شايان (أصغر) كاظمي، المعروف بولائه للملكية وانتقاده الحاد للنظام الإيراني، وذلك في الذكرى الرابعة عشرة لاختفائه الغامض في إسطنبول عام 2011.
اختفاء غامض في إسطنبول
وصل كاظمي، الذي كان يعرف أيضا باسم “كافياني”، إلى إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2011، واتصل بعائلته من فندق رويال في حي أكساراي، قبل أن تنقطع أخباره تماما. ومنذ ذلك الحين، لم يعرف عنه أي شيء، رغم إدراجه على قوائم المفقودين لدى الشرطة الفيدرالية الأمريكية.
ولد كاظمي عام 1955 في إيران، وكان يتحدث خمس لغات هي الفارسية والإنجليزية واليابانية والتركية والإسبانية، واشتهر بتقديم برنامج تلفزيوني في لوس أنجلوس بعنوان “رامز آزادي”، انتقد فيه النظام الديني الإيراني والمؤسسات الدينية الرسمية.
ووفق بيانات الـFBI، كان كاظمي يعاني داء السكري من النوع الثاني، وكان آخر من شاهده أكد أنه كان يرتدي بدلة رمادية وقميصا مخططا ويضع قلادة صليب ذهبية حول عنقه.
علاقة غامضة وفرضية الاستدراج
تشير تقارير صحفية وحقوقية إلى أن كاظمي كان على تواصل مع امرأة تدعى “عايدة” تعيش في إيران، يعتقد أنها كانت على صلة بـ فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وأنها قد استدرجته إلى تركيا بدعوى تأسيس محطة تلفزيونية.
ورغم تداول هذه الفرضية، لم تؤكد أي جهة رسمية تركية أو أمريكية هذه المعلومات بشكل قاطع.
تحقيقات لاحقة أجراها موقع “إيران واير” كشفت أن الفندق الذي نزل فيه كاظمي لم يعد موجودا اليوم في العنوان ذاته، مما زاد من غموض القضية وصعب تتبع أثره.
سلسلة من الاغتيالات والاختطافات
تأتي هذه القضية ضمن سلسلة طويلة من استهداف الصحفيين والمعارضين الإيرانيين في الخارج.
ففي السنوات الأخيرة، تم الكشف عن محاولات متعددة لاغتيال مذيعين وصحفيين في قنوات ناطقة بالفارسية، أبرزها إيران الدولية في لندن، حيث تعرضت مذيعتان لمحاولات اغتيال، كما نفذ هجوم بسكين على المذيعة بوريا زيراتي أمام منزلها في أبريل 2024.
كما أعدم الصحفي روح الله زم، مؤسس قناة “آمد نيوز”، عام 2020 بعد اختطافه من العراق، في واحدة من أكثر القضايا التي أثارت إدانات دولية واسعة.
منظمات حقوقية تصف الحادثة بـ”الاختفاء القسري”
وصفت مؤسسة عبد الرحمن برومند لحقوق الإنسان قضية كاظمي بأنها “اختفاء قسري” و”إعدام خارج نطاق القضاء”، مشيرة إلى أنه كان من أبرز المنتقدين لسياسات الجمهورية الإسلامية في الإعلام الغربي.
وقالت رويا بوروماند، مديرة المؤسسة، إن “تاريخ النظام الإيراني حافل باستهداف الصحفيين الذين يتحدون الخطاب الديني الرسمي”، مشيرة إلى أن “القضية تعكس نمطا متكررا من تصفية الأصوات الإعلامية المستقلة والمعارضة في الخارج”.
الـFBI يعيد فتح الملف
وفي 30 سبتمبر/أيلول 2025، أعاد مكتب التحقيقات الفيدرالي فتح ملف كاظمي وأعلن عن مكافأة مالية كبيرة قدرها 200 ألف دولار لأي معلومة تؤدي إلى “الاحتجاز الآمن والاستعادة والعودة” للمذيع المفقود.
وأكد المكتب في بيانه أن القضية ما زالت مفتوحة ضمن قسم الجرائم الدولية، داعيا الجمهور والمقيمين في تركيا أو الولايات المتحدة لتقديم أي أدلة أو شهادات قد تساعد في تحديد مصيره.
بين الأمل والشكوك
بعد مرور 14 عاما على اختفائه، لا تزال عائلة شايان كاظمي تأمل في معرفة الحقيقة حول ما جرى له، بينما يرى مراقبون أن إعادة تسليط الضوء على قضيته من قبل الـFBI قد تحرك الملف مجددا وتكشف خيوطا جديدة في واحدة من أكثر حالات الاختفاء غموضا في أوساط الإعلاميين الإيرانيين المعارضين.










