في تصعيد نوعي ضد الحكومة الإثيوبية، أعلنت قوات فانو الوطنية الأمهرية (AFNF) عن تدشين وحدة كوماندوز جديدة عالية التدريب باسم “تيدروس إيزي”، مؤكدة أن هذه الخطوة تأتي ضمن “النضال لإسقاط نظام رئيس الوزراء آبي أحمد المحب للحرب”.
ويأتي هذا الاحتفال بتخريج دفعة الكوماندوز متزامنا مع إعلان “فانو” عن تحالف استراتيجي مع الجبهة الثورية للوحدة الوطنية العفارية (ANURF)، مما يشير إلى توحيد جبهات المعارضة الإقليمية ضد الحكومة المركزية في إثيوبيا.
وحدة “تيدروس إيزي”: دليل على ضعف نظام آبي أحمد

أكدت قوات “فانو” في بيان لها حصل المنشر الاخباري على نسخة منه أن نجاحها في إجراء تدريب عسكري بمستوى الكوماندوز في عمق الأراضي الإثيوبية وفتح جبهة جديدة ضد الجيش الإثيوبي المجهز بالمعدات الثقيلة، هو “دليل واضح على أن نظام آبي أحمد في مراحله الأخيرة”.
وتعد وحدة “تيدروس إيزي” الجديدة تصعيدا نوعيا في قدرات “فانو” القتالية ضد قوات آبي أحمد.
دعم شعبي لقوات فانو

يقال إن فانو تتمتع بدعم شعبي واسع، لا سيما بين سكان الريف الأمهري، الذين يعتبرون المجموعة قوة دفاعية ضد قوات الدفاع الوطني الإثيوبية. وتعزى شعبيتها إلى التزامها المفترض بمصالح الأمهريين ومقاومتها لسياسات الحكومة الفيدرالية.
مكاسب فانو في منطقة شمال وولو

في شمال وولو، تسيطر قيادة منليك على بلدات رئيسية في منطقة جيدان وريدا، بما في ذلك كول مسك، وموجا، وونداش. كما أعلنت القوة تحقيق اختراق هام في منطقة بيكيلو مانيكيا في منطقة غوبا لافتو وريدا، حيث أفادت التقارير باجتياحها معاقل حكومية والاستيلاء على معدات عسكرية.
علاوة على ذلك، تزعم قوات فانو أنها سيطرت على موقع عسكري استراتيجي في وريدا أنغوت، بمنطقة شمال وولو. ووفقا لمصادر فانو، فإن هذا يمنحهم السيطرة على طرق حيوية تربط وولديا بلاليبيلا، ومن وولديا إلى بحر دار.
التطورات في منطقة جنوب وولو

في منطقة ووريبابو بجنوب وولو، تدور معارك ضارية في بلدة بيستيما، وغوبيسانا، وغويا. وتشير مصادر جبهة تحرير شعب فانو إلى أن معقل غوبيسا، الذي كان في السابق معسكرا لقوات الدفاع الوطني النيجرية، قد اجتاحته القوات، وأن بلدة بيستيما أصبحت الآن تحت سيطرة الفانو.
وتقول قوات فانو إنها تسيطر على أكثر من 75% من إقليم أمهرة، مؤكدا أن وجود الحكومة يقتصر إلى حد كبير على المدن الكبرى والطرق السريعة الرئيسية. ويتماشى هذا مع التصريحات الأخيرة الصادرة عن التنظيم بشأن توسع نفوذه الإقليمي. كما تشير التقارير إلى انشقاق أو استسلام أعداد كبيرة من القوات الحكومية خلال الصراع.

تحالف “أمهرة-عفار” لتسريع “تغيير جذري”
توصلت قوى “فانو” و”الجبهة الثورية العفارية” إلى اتفاق على “خوض نضال مشترك” ضد حكومة آبي أحمد، وذلك عقب مباحثات مكثفة بين اللجان التنفيذية للحركتين.
هدف التحالف: يهدف التحالف الجديد إلى توحيد الجهود والسياسات لمواجهة ما وصفاه بـ “الهيمنة السياسية” لحكومة آبي أحمد، وتسريع ما أشار إليه البيان بـ “نظام أوروموما” (في إشارة قد تكون مرتبطة بتحولات سياسية وإقليمية وفق رؤية الحركتين).
التنسيق: ينص البيان المشترك على أن التحالف سيعمل على تنسيق السياسات العسكرية والسياسية والدبلوماسية، واستغلال الخبرات والموارد المتاحة لتحقيق تغيير سياسي جذري في البلاد.
توقعات التغيير: ربط التحالف إمكانية “تغيير جذري للنظام في العام الجديد القادم”، بشرط إدماج قوى تيغراي أو تفاعلها مع هذه التطورات، مما يعكس تقديرا لتأثير التحالفات المتبادلة على المشهد السياسي العام.
تداعيات محتملة على ميزان القوى
يرجح محللون أن يؤثر هذا التحالف العسكري-السياسي بين إقليمي أمهرة وعفار على ميزان القوى الداخلي في إثيوبيا.
ومع ذلك، تظل نتائج هذه التحركات مرهونة بعدة عوامل، أبرزها: مدى انخراط أطراف محلية أخرى مثل قوى تيغراي، وموقف المجتمع الدولي والإقليمي من هذه التطورات، بالإضافة إلى استجابة الحكومة المركزية للأوضاع الأمنية والإنسانية المتفاقمة في الميدان.










