اندلعت مواجهات عنيفة في العاصمة الجورجية تبليسي، مساء السبت 4 أكتوبر 2025، بعد محاولة آلاف المتظاهرين المعارضين اقتحام القصر الرئاسي، في ظل تصاعد التوترات السياسية التي رافقت الانتخابات المحلية، والتي أظهرت نتائجها فوزا واضحا لحزب “الحلم الجورجي” الحاكم.
وأفادت قناة بيرفيلي المحلية بأن قوات الأمن الخاصة استخدمت رذاذ الفلفل لتفريق المحتجين الذين حاولوا اختراق الحاجز المعدني المثبت عند مدخل القصر الرئاسي، فيما تصاعدت الهتافات المطالبة بإسقاط الحكومة وتنظيم انتخابات نزيهة، حسب تعبير المشاركين.
مسيرة ضخمة للمعارضة تحت شعار “ثورة سلمية”
بدأت الاحتجاجات بمسيرة حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين الجورجيين في شارع روستافيلي وسط تبليسي، بدعوة من المعارضة، التي أعلنت نيتها تنظيم ما سمته “ثورة سلمية” تتزامن مع يوم الاقتراع المحلي.
وأعلنت وسائل إعلام محلية أن نقطة التجمع النهائية للمسيرة كانت ساحة الحرية، حيث انتشرت مئات من عناصر الأمن لتأمين محيط المنطقة، في ظل مخاوف من انفلات أمني.
وفي كلمة ألقاها خلال المسيرة، وصف مغني الأوبرا الشهير باتا بورتشولادزه، وهو أحد مبادري التحرك، التجمع بأنه “أول جمعية وطنية في تاريخ جورجيا”، مؤكدا أن “بيانا سياسيا” سيتلى أمام الحشود في الساحة، دون الكشف عن تفاصيله.
نتائج أولية: “الحلم الجورجي” يكتسح الانتخابات المحلية
بالتزامن مع الاحتجاجات، أظهرت استطلاعات رأي أجراها معهد غوربي لصالح قناة “إيميدي” أن حزب “الحلم الجورجي” حقق فوزا كاسحا في الانتخابات المحلية بثلاث من كبرى مدن البلاد: تبليسي وكوتايسي وباتومي.
وحصل كاخا كالادزي، عمدة تبليسي الحالي ولاعب ميلان الإيطالي السابق، على 77% من الأصوات في العاصمة، متفوقا بفارق كبير على منافسه من حزب “ليلو من أجل جورجيا”، إيراكلي كوبرادزي، الذي حصل على 9% فقط.
ويعتبر هذا الفوز بمثابة تعزيز لهيمنة الحزب الحاكم، الذي يواجه في الوقت نفسه اتهامات من المعارضة بتزوير الانتخابات وتقييد الحريات السياسية.
خلفية:
تشهد جورجيا منذ سنوات حالة من الاستقطاب السياسي المتصاعد بين الحزب الحاكم والمعارضة، وسط توترات اجتماعية وخلافات حول مسار البلاد الديمقراطي وعلاقتها بالغرب وروسيا. وتأتي هذه الانتخابات في ظل أزمة ثقة متنامية بين الشارع الجورجي والطبقة السياسية.










