شهد الوسط الفني اللبناني والعربي ضجة غير مسبوقة خلال الأيام الماضية مع الإعلان عن تسليم الفنان فضل شاكر نفسه طوعًا للجيش اللبناني، ليفتح صفحة جديدة في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل الممتدة على مدار 13 عامًا من المطاردة والاختباء والجدل السياسي والقضائي
خلفية القضية ومسار الاختباء
فضل شاكر، واحد من أبرز نجوم الغناء في لبنان والعالم العربي، بدأ مسيرته الفنية في التسعينيات وتربع سريعًا على عرش الأغنية الرومانسية، ليصدم جمهوره في عام 2012 بإعلان اعتزاله وظهوره ملتحيًا وانخراطه في خطابات سياسية ودينية حادة. بعدها، تورط شاكر في دعم جماعة الشيخ أحمد الأسير والمشاركة العلنية في أحداث عبرا الدامية عام 2013 والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من أفراد الجيش اللبناني
.محكمة عسكرية أصدرت بحقه أحكامًا غيابية بالسجن 22 عامًا مع الأشغال الشاقة على خلفية اتهامات متعلقة بالإرهاب وتمويل جماعات مسلحة، فضلًا عن أحكام أخرى تتعلق بتقديم خدمات لوجستية ومادية لجماعة أحمد الأسير المسلحة
.منذ ذلك الحين، توارى شاكر عن الأنظار داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان، حيث عاش متنكرًا ومحاطًا بحالة من التضامن والجدل الواسع بسبب قضيته، بينما ظهر أحيانًا في مقاطع فيديو أو أصدر أغنيات لمحاولة استعادة حضوره الفني بالتوازي مع الدفاع عن براءته إعلاميًا
.تفاصيل التسليم وكواليس اللحظة الفاصلةجرت عملية التسليم مساء السبت عند حاجز الحسبة على مدخل مخيم عين الحلوة، حيث سلّم شاكر نفسه مباشرة لقوة من استخبارات الجيش اللبناني وسط إجراءات أمنية عالية وتنسيق مسبق شمل وسطاء ومسؤولين حكوميين
أكد شهود عيان أن شاكر بدا مطمئنًا وغير قلق لحظة خروجه من المخيم، وتبادل كلمات وداعية مع المقربين منه قبل أن يصحبه ثلاثة ضباط إلى مركز الاحتجاز لاستجوابه ومباشرة الإجراءات القانونية بحقه
.مصادر أمنية وقضائية أوضحت أن هذه الخطوة جاءت بعد ترتيبات مع وزارة الدفاع، إذ تم نقل شاكر في البداية إلى ثكنة محمد زغيب في صيدا ثم من المقرر نقله لليرزة ببيروت للمثول أمام المحكمة العسكرية. وأشارت بعض التسريبات إلى أن تسليمه الذاتي قد يؤدي إلى إعادة النظر في الأحكام الغيابية الصادرة بحقه وفتح الباب لمحاكمة جديدة تسمح له بتقديم دفوعه ومستنداته وشهوده، في حين لم يصدر بيان رسمي من شاكر نفسه حتى الآن
.ردود الأفعال والتداعيات المحتملةشهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من التعليقات والآراء المتباينة، حيث اعتبر البعض أن خطوة التسليم تعكس رغبة فضل شاكر في إثبات براءته وتعزيز ثقته بالقضاء اللبناني، خاصة بعد 13 عامًا من الهروب
. فيما عبر آخرون عن قلقهم من تشدد القضاء بحقه وعدم اكتفاء السلطات بتخفيف الأحكام، وسط ترقب شديد لمصير الفنان ومسار التحقيقات.نجله محمد شاكر عبر عن تفاؤل مشوب بالألم مشددًا على براءة والده، ووثق اللحظة بصورة مؤثرة منشورة على حسابه بمنصة إنستجرام مصحوبة بتعليق يقول: “فرج الله أقرب”، في إشارة إلى الأمل في انتهاء المعاناة الطويلة بالحصول على براءة رسمية تعيد والده للحرية والفن
.مصير غير محسوم وأفق مفتوحبحسب مصادر قانونية، إعادة النظر في ملف شاكر ستكون من نقطة الصفر، ما يتيح له تقديم كل أوراق دفاعه وإثباتاته، إلا أن أي تخفيف أو نقض للأحكام مرهون بتقدير المحكمة العسكرية ومسار المحاكمة الجديدة
.ومع حضور شاكر مجددًا للمشهد العام بهذه القوة، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيكتب لهذه القصة المثيرة نهاية عادلة تتيح للفنان تبرئة اسمه وعودة صوته للحياة العامة، أم سيظل قابعًا خلف القضبان ليبقى الجدل عنوانًا دائمًا لاسمه في ذاكرة الأغنية العربية؟










