أدانت جبهة تحرير شعب تيغراي في إثيوبيا ما وصفته بـ”الإبادة الجماعية الصامتة” التي يتعرض لها سكان الإقليم، متهمة رئيس الوزراء آبي أحمد بالتهرب من تنفيذ اتفاق بريتوريا للسلام، الموقع منذ نحو ثلاث سنوات، ودعت إلى تدخل دولي عاجل لوقف المعاناة المتفاقمة في المنطقة.
جاء ذلك في بيان رسمي أصدرته جبهة تحرير شعب تيغراي هذا الأسبوع، عقب حادثة مروعة في أحد مخيمات النازحين داخليا في مدينة ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي، حيث لقي طفل يبلغ من العمر عاما وأربعة أشهر، يدعى ناود هايليسيلاسي، حتفه بعد أن التهمه ضبع، ما أثار موجة من الغضب الشعبي والتساؤلات حول أوضاع النازحين.
أوضاع كارثية في تيغراي وتجاهل للاتفاق
وصفت جبهة تحرير شعب تيغراي المأساة بأنها “نموذج مصغر لعذابات عشرات الآلاف من النازحين من غرب تيغراي”، مشيرة إلى أنهم يعيشون بلا غذاء أو دواء أو مأوى أو أمن أو كرامة، في ظل استمرار الاحتلال وعدم تنفيذ الاتفاق.
وحذرت جبهة تحرير شعب تيغراي من أن آلاف الأرواح معرضة للخطر يوميا، معتبرة أن ما يجري لا يمكن وصفه بـ”سوء الحظ أو الظروف الطبيعية”، بل هو نتيجة “إهمال ممنهج يمارس تحت غطاء السلام”.
اتهامات مباشرة للحكومة الإثيوبية
اتهمت جبهة تحرير شعب تيغراي الحكومة الفيدرالية بـعدم تنفيذ البنود الأساسية لاتفاق بريتوريا، وعلى رأسها الانسحاب الفوري للقوات الأجنبية والمحلية من إقليم تيغراي، وضمان العودة الآمنة والكريمة للنازحين، وتحقيق العدالة والمساءلة عن الجرائم المرتكبة أثناء الحرب.
وجاء في البيان:”رغم مرور ثلاث سنوات على توقيع اتفاق بريتوريا، لم تنفذ الغالبية العظمى من بنوده، ولا يزال شعب تيغراي يعيش تحت الاحتلال، يعاني من الجوع والتشريد والعزلة السياسية”.
انتقادات للجهات الدولية الراعية
كما وجهت جبهة تحرير شعب تيغراي انتقادات لاذعة إلى الدول والمنظمات الراعية للاتفاق، مثل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة، متهمة إياها بـ”التقاعس والتغاضي عن الانتهاكات”.
وأكدت جبهة تحرير شعب تيغراي أن “الأدلة على الفظائع والنداءات المتكررة لم تقابل بتحرك فعال”، محملة المجتمع الدولي مسؤولية تفاقم الوضع الإنساني في تيغراي.
نداء عاجل وتحذير من كارثة جديدة
وفي ختام بيانها، وجهت الجبهة نداء إلى العالم قالت فيه:”نناشد المجتمع الدولي التحرك الآن. لا تسمحوا بتدمير تيغراي في صمت. احترموا التزاماتكم تجاه السلام، واحموا الأبرياء، وامنعوا تكرار مآسي الماضي”.
حرب تيغراي
بدأ الصراع في تيغراي في نوفمبر 2020 بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي، وخلف مئات الآلاف من القتلى وملايين النازحين.
وعلى الرغم من توقيع اتفاق بريتوريا للسلام في نوفمبر 2022، فإن التقارير الحقوقية والإنسانية تشير إلى فشل كبير في تنفيذ الاتفاق، واستمرار المعاناة الإنسانية على نطاق واسع.
يسلط الضوء على أزمة منسية تتفاقم بصمت، ويعيد طرح أسئلة كبرى حول فعالية المجتمع الدولي في مراقبة وتنفيذ اتفاقات السلام في إفريقيا، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية متجددة في تيغراي إذا لم يتحقق تدخل فوري وفعال.










