شهد سعر الدولار في السودان اليوم 6 أكتوبر 2025 قفزة قياسية جديدة، في ظل استمرار النزيف الحاد للجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية، وسط تفاقم الأزمة الاقتصادية ومخاوف من ارتفاع أكبر في الأشهر المقبلة. وباتت الفجوة بين السعر الرسمي للبنوك والسوق الموازي أكبر من أي وقت مضى، مما زاد الضغوط على المواطن والأسواق في البلاد
وفق بيانات بنك السودان المركزي، ثبت السعر الرسمي للدولار عند حدود 443.5 جنيه، بينما يتعامل عدد محدود من البنوك بسعر يقارب 2418 جنيه للدولار بسبب ندرة الحصول على العملة الأجنبية في النظام المصرفي الرسمي
إلا أن هذه الأسعار لا تعكس واقع سوق الصرف، حيث بلغ سعر الدولار في السوق الموازي نحو 3700 جنيه مسجلاً رقماً غير مسبوق، مع تفاوت محدود حسب المناطق وأحجام التعاملات
.ويعود الفارق الشديد بين السوقين إلى غياب المعروض الرسمي من الدولار، وتفاقم حدة الأزمة الاقتصادية وتآكل الاحتياطي النقدي الأجنبي وتراجع ثقة المواطنين في استقرار الجنيه.خلفية وأسباب الأزمةيرجع استمرار تصاعد سعر الدولار أمام الجنيه السوداني إلى عدة عوامل هيكلية:الشلل الاقتصادي وتوقف الإنتاج في قطاعات مهمة نتيجة الحرب الداخلية المستمرة منذ عامي
.انهيار الإيرادات العامة للدولة، وتراجع الثقة بالقطاع المصرفي مع تفاقم العجز المالي
.تآكل الاحتياطي النقدي، والتوسع في طباعة العملة المحلية دون غطاء حقيقي من العملات الأجنبية
كل هذه العوامل جعلت من المستحيل تقريباً التحكم في سعر الصرف، وفاقمت من موجة التضخم التي تجاوزت 170% بحسب مؤشرات المؤسسات الدولية خلال عام 2025
.تأثير الارتفاع الحاد للدولار على المواطنينانعكس ارتفاع الدولار بشكل مباشر على أسعار السلع الأساسية والخدمات في السودان؛ إذ شهدت الأسواق طفرة غير مسبوقة في أسعار الغذاء والمحروقات والمستلزمات الطبية. وواجه المواطن السوداني تحديات معيشية قاسية، في ظل استمرار تدني القوة الشرائية للجنيه وزيادة الاعتماد على السوق الموازي لتلبية احتياجات الاستيراد والعملات الأجنبية
.التوقعات والتحذيرات المستقبليةأطلقت المؤسسات المحلية والدولية تحذيرات متتالية بشأن مستقبل العملة السودانية، مشيرة إلى احتمالية تجاوز الدولار حاجز 5000 جنيه خلال النصف الأول من 2026 إن لم تتمكن السلطات من استعادة ثقة السوق وضبط الفجوة بين السعرين الرسمي والموازي
. وتؤكد أغلب التحليلات أن انفراج الأزمة مرهون بتحقق تسوية سياسية شاملة وعودة الاستقرار المالي، إلى جانب مبادرات حقيقية لمعالجة تآكل الموارد والبنية التحتية للدولة.سياسات الحكومة وردود الأفعال في الأسواقعلى الرغم من إعلان بنك السودان المركزي تثبيت السعر الرسمي، إلا أن مراقبين يرون أن فعالية هذه الإجراءات محدودة للغاية في ظل فقدان السيطرة على السوق السوداء والعجز عن ضخ سيولة دولارية كافية
ودفعت موجة انهيار الجنيه الأخير العديد من التجار والمستهلكين نحو اعتماد السوق الموازي بصفته مصدر التسعير والشراء الأساسي
يفتح اليوم 6 أكتوبر 2025 باب التحذير الأوسع من تداعيات استمرار نزيف الجنيه السوداني، وسط حالة من الترقب الشعبي والقلق من قفزات إضافية في سعر الدولار مع غياب أي بوادر حل سياسي أو اقتصادي قريب، لتبقى السوق السوداء هي المتحكم الرئيسي في حركة العملة وقوتها الشرائية داخل السودان.










