أوصى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقريره السنوي المرفوع إلى مجلس الأمن الدولي بشأن تطورات الوضع في الصحراء، بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لعام إضافي، حتى 31 أكتوبر 2026. ودعا في السياق ذاته إلى تحسين التعاون الإقليمي بين المغرب والجزائر، ورفع القيود المفروضة على البعثة، بالإضافة إلى تعزيز الدعم الإنساني للاجئين في مخيمات تندوف.
استمرار التوترات وتحذير من القيود
سلط التقرير، الذي حصلت عليه جريدة هسبريس بنسخته الأولية، الضوء على استمرار التوترات “منخفضة المستوى” بين المغرب وجبهة البوليساريو، محذرا من استمرار الأخيرة في تقييد حركة وعمليات بعثة المينورسو، وهو ما يعيق تنفيذ ولايتها بشكل كامل.
وأكد غوتيريش أن الوضع الميداني لا يزال هشا، مع استمرار تبادل إطلاق النار بين الجيش المغربي والبوليساريو، وورود تقارير عن هجمات بالطائرات المسيرة من قبل القوات المغربية شرق الجدار الرملي، مقابل قذائف هاون ومدفعية من جانب الجبهة.
تقرير عن إطلاق نار وقصف قرب السمارة
كشف التقرير عن وقوع أربعة صواريخ بالقرب من موقع تابع للمينورسو في مدينة السمارة، أحدها انفجر على بعد 200 متر فقط من الموقع الأممي، دون تسجيل إصابات. واعتبر هذا الحادث الأقرب من نوعه لمرافق البعثة منذ استئناف المواجهات في 2020. وأكد التقرير أن الممثل الخاص للأمين العام وقائد بعثة المينورسو أرسلا رسائل احتجاج إلى جبهة البوليساريو، مطالبين بوقف هذه الأعمال العدائية.
عرقلة التحقيقات ورفض منح التصاريح
وأشار غوتيريش إلى أن جبهة البوليساريو رفضت مرارا منح إذن للبعثة للتحقيق في هجمات مزعومة استهدفت ما يسمى بـ”الجيش الصحراوي” بطائرات مسيرة، أسفرت عن مقتل 21 شخصا وإصابة 7 آخرين، حسب ما أفادت به وسائل الإعلام المحلية.
وفي المقابل، واصلت البعثة الأممية زياراتها التفقدية للمناطق القريبة من الجدار الأمني، بناء على طلب من القوات المسلحة الملكية المغربية، ولاحظت آثارا لقصف بالمدفعية دون تسجيل أضرار كبيرة.
التنمية المغربية وارتفاع عدد السكان
تضمن التقرير إشادة بالمبادرات المغربية الرامية إلى تحسين البنية التحتية والخدمات في الأقاليم الجنوبية، حيث أشار إلى أن عدد سكان المنطقة ارتفع إلى 600,000 نسمة وفقا لإحصاء وطني أجري في سبتمبر 2024، بعد أن كان العدد لا يتجاوز 450,000 نسمة.
كما ذكر أن المغرب أنشأ طريقا جديدا بطول 93 كيلومترا يربط مدينة السمارة بالحدود الموريتانية، لكنه لم يفتح بعد بشكل رسمي.
تدهور الوضع الإنساني في مخيمات تندوف
وفي الجانب الإنساني، حذر التقرير من تدهور الوضع الصحي والغذائي في مخيمات اللاجئين بتندوف، حيث ارتفعت معدلات سوء التغذية وفقر الدم بين النساء والأطفال، في ظل استمرار القيود المفروضة على دخول المساعدات وتراجع الدعم الدولي.
دعوة لتحسين التعاون الإقليمي
ختم غوتيريش تقريره بدعوة الأطراف المعنية، خاصة الجزائر والمغرب، إلى الانخراط بشكل بناء في الجهود الأممية، وتحسين التعاون الإقليمي بما يسهم في استقرار المنطقة، مؤكدا على أهمية استمرار دعم بعثة المينورسو وتمكينها من أداء مهامها دون عراقيل.
خلفية:
بعثة “المينورسو” أسست عام 1991 بقرار من مجلس الأمن، لمراقبة وقف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو والإشراف على تنظيم استفتاء لتقرير المصير، لم ينجز حتى اليوم. وتعمل البعثة في ظل تحديات لوجستية وميدانية، أبرزها تقييد حركتها في المناطق التي تسيطر عليها الجبهة.










