في قرار وصف بالتاريخي وغير المسبوق، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود توجيهًا يقضي بفتح أبواب مسجد القبلتين في المدينة المنورة أمام المصلين والزوار على مدار 24 ساعة يوميًا، لتتحول هذه الخطوة إلى محور حديث الشارع الإسلامي والعربي في الأيام الأخيرة وتلقى إشادات واسعة محليًا وعالميًا
.خلفيات القرار وأبعادهيوضح المهتمون أن هذا القرار الملكي يأتي في سياق العناية الدائمة التي توليها المملكة العربية السعودية ببيوت الله، وبوجه خاص للمساجد ذات الأثر الديني والتاريخي العريق، حيث يجسد رسالة المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين حول العالم ويكرس نهجها في تسهيل العبادة وتعزيز تجربة الزوار والحجاج
يُعد مسجد القبلتين أحد أهم المعالم الإسلامية في المدينة المنورة، إذ شهد لحظة تاريخية محسومة بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام قبل نحو 1400 عام، وهو ما جعل له مكانة خاصة في قلوب المسلمين من مختلف الدول
.جاهزية تشغيل المسجد 24 ساعةالجهات الرسمية – ممثلة في إمارة منطقة المدينة المنورة ووزارة الشؤون الإسلامية – أكدت أن الاستعدادات التشغيلية اكتملت سريعًا لضمان جاهزية المسجد بكامل مرافقه لاستقبال المصلين طوال اليوم، مع توفير كل الخدمات التي تيسر أداء العبادات وتمنح الزائرين بيئة روحانية مُهيأة بكافة الاحتياجات
كما تم تزويد المسجد بأنظمة تبريد حديثة ومظلات واسعة ومواقف متطورة، ليتيح استيعاب ما يقارب 20 ألف مصلٍ بشكل مريح، وهو ما يعزز مكانة المدينة كوجهة دينية رائدة للمسلمين
.رمزية القرار في المشهد الإسلاميلاقى قرار الملك سلمان إشادة من شخصيات دينية ورسمية عديدة؛ فقد عبَّر الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، عن بالغ الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واعتبر هذا القرار تأكيدًا لتعزيز مكانة المملكة في رعاية الحرمين الشريفين والمساجد التاريخية
من جانبه أشار وزير الشؤون الإسلامية إلى أن فتح مسجد القبلتين على مدار اليوم يعكس حرص القيادة السعودية على راحة المصلين وخدمة الإسلام، ويحمل دلالات قوية بشأن روحية الاهتمام الدائم بالأماكن المقدسة وارتباطها الوثيق برؤية المملكة 2030 القائمة على تطوير الخدمات لضيوف الرحمن
تفاعلات محلية وعالميةمع الإعلان عن القرار، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام العربية والعالمية موجة من التفاعل الإيجابي، واعتبره المراقبون خطوة جريئة تغني تجربة الزائر الديني، وتكرس صورة المملكة كحامية للتراث الإسلامي الأصيل
. كما رأى البعض أن فتح المسجد في جميع الأوقات له دور في إثراء السياحة الدينية وتحقيق مزيد من التنمية
الاقتصادية والاجتماعية للمدينة المنورة في إطار مستهدفات التطوير الوطني
.المسجد بين الماضي والحاضريمتد مسجد القبلتين على مساحة تفوق 265 ألف متر مربع، بينما تبلغ مساحة المصلى أكثر من 3900 متر مربع، وهو من المساجد المعدودة حول العالم التي جمعت بين قبلتين في صلاة واحدة؛ ما أكسبه رمزًا خالدًا في ذاكرة الأمة الإسلامية
وتُعد هذه الخطوة امتدادًا لسلسلة مشاريع التطوير التي تنتهجها المملكة في خدمة الحرمين الشريفين والمساجد ذات الخصوصية الدينية والتاريخية
.نظرة مستقبليةيرى العديد من المحللين أن فتح مسجد القبلتين بشكل دائم قد يكون بداية لمزيد من المبادرات النوعية في خدمة الأماكن المقدسة بمدن المملكة، وخصوصا مع الزخم المصاحب لموسم العمرة واستقبال الحجاج طوال أشهر السنة
. وينظر لهذا القرار كجزء مهم في إطار رؤية السعودية لتعزيز الصورة العالمية الإيجابية للمملكة وتعميق رسالتها في خدمة الإسلام والمسلمين










