أعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان رسمي صدر صباح اليوم، عن مقتل وإصابة عدد من عناصره في هجوم مسلح وقع مساء الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول، في منطقة حدودية تابعة لقضاء سروآباد بمحافظة كردستان إيران.
ووفقا للبيان، فقد استهدف الهجوم ما يعرف بـ”منطقة مقاومة حزب الله” في سروآباد، وأسفر عن مقتل عنصرين، أحدهما رجل دين (روحاني)، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح، إثر إلقاء قنابل يدوية على موقع تابع لقوات الحرس.
وجاء في البيان:”في مساء يوم الاثنين، استشهد اثنان من حراس الأمن خلال هجوم شنه أعضاء مجموعة مضادة للثورة على منطقة مقاومة حزب الله في سروآباد. نقل المصابون إلى المستشفى، ولا تزال حالتهم الصحية قيد المتابعة.”
ووصفت قوات فيلق القدس في إقليم كردستان الهجوم بـ”الإرهابي” و”المضاد للثورة”، دون تقديم تفاصيل إضافية عن هوية المنفذين.
لم تعلن أي جهة مسؤوليتها
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تعلن أي جهة أو تنظيم كردي معارض مسؤوليتها عن الهجوم، في ظل استمرار التوتر في المناطق الحدودية الغربية لإيران، والتي لطالما شهدت اشتباكات متقطعة بين قوات الأمن الإيرانية وجماعات كردية معارضة على مدى عقود.
خلفية أمنية
رغم تراجع وتيرة الاشتباكات في العامين الأخيرين، بعد الاتفاق الأمني بين إيران والعراق الموقع في مارس 2023، والذي نص على إخلاء مقار الأحزاب الكردية الإيرانية المسلحة من الحدود داخل إقليم كردستان العراق، فإن الهجمات المتفرقة لا تزال تسجل من حين لآخر.
وتعد أحزاب مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وكومله من أبرز الفصائل المعارضة التي كانت تتخذ من شمال العراق مقرا لها، قبل أن يتم إخلاؤها بموجب الاتفاق المذكور.
وقد أدت الهجمات الإيرانية السابقة بطائرات مسيرة وصواريخ إلى سقوط عشرات القتلى، وواجهت إدانات متكررة من حكومة بغداد وحكومة إقليم كردستان.
سياق متوتر
يأتي هذا الحادث في ظل حساسية أمنية متزايدة على الحدود الغربية لإيران، والتي طالما اعتبرتها طهران ساحة مفتوحة لـ”تهديدات انفصالية وإرهابية”، فيما ترى منظمات حقوقية أن هذه المناطق تشهد انتهاكات متكررة بحق المدنيين بذريعة محاربة الجماعات المسلحة.
يذكر أن الحرس الثوري الإيراني أجرى عدة مناورات عسكرية وأمنية في المنطقة خلال السنوات الماضية، بهدف “ضبط الحدود وتعزيز الردع”، وفق بياناته الرسمية.
ويبقى الوضع مفتوحا على تصعيد محتمل، في حال تبنت إحدى الجماعات المسلحة الهجوم، أو ردت القوات الإيرانية بعمليات خارج الحدود كما حدث في مرات سابقة.










