شهد لواء “نبي الغضب” الإسرائيلي ومؤسسه اللواء المتقاعد إسحاق بريك مؤخرًا حضورًا مكثفًا في الساحة العسكرية والسياسية، بعد تصاعد انتقاداته لإخفاقات الجيش الإسرائيلي في حرب غزة، وصدور تحذيرات خطيرة من فقدان إسرائيل قدرتها على تحقيق النصر أو الحفاظ على قوة ردعها بالمنطقة
نبذة عن لواء “نبي الغضب” ودورهيتصف اللواء إسحاق بريك المعروف بلقب “نبي الغضب” بجرأته وكثرة تحذيراته تجاه القيادة العسكرية، إذ ينشر منذ عامين تقارير دورية تعري عجز الجيش الإسرائيلي عن مجاراة تحديات المقاومة في غزة، مع طرح قراءة مستقبلية عنوانها “نقطة اللاعودة”، حيث يرى أن التركيز على تكتيكات الحرب الكلاسيكية فاقم من مشاكل الجيش أمام حرب الأنفاق والطائرات المسيرة وضعف الجبهة الداخلية
.يركز بريك على نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي، خاصة في التعامل مع قدرات حماس على التكيف، وانتشار الأنفاق ونجاح التنظيمات الفلسطينية في تعويض خسائرها البشرية، إذ وصل عدد المقاتلين الجدد إلى مستويات ما قبل الحرب الأخيرة
. كما يتحدث عن معابر الأنفاق تحت محور فيلادلفيا ويكشف فشل الجيش في إغلاقها، ما أتاح للمقاومة نقل الأسلحة والذخائر من سيناء للقطاع، وحمل الحكومة المسؤولية على تدهور صورة إسرائيل دبلوماسيًا وميدانيًا
.أحدث تحذيراته وانتقاداتهفي ٧ أكتوبر ٢٠٢٥، كتب إسحاق بريك مقالاً يؤكد أن إسرائيل وصلت إلى “منعطف مصيري”، معتبراً أن نتائج الحرب الجارية ضد غزة أثبتت فشل القيادة في تحقيق الأهداف المعلنة؛ إذ بقيت حماس محافظة على غالب قوتها رغم الوعود المتكررة بالنصر
. وحذر بريك من أن تهديدات الحكومة الإسرائيلية وحلفائها لم تعد ذات تأثير، في ظل استنزاف القوات البرية وانهيار خطة “القضاء على حماس خلال أسابيع”
.وأضاف بريك أن رفض حماس لشروط خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعدم قبولها لنزع سلاحها أو وجود قوة دولية جديدة في غزة، سيطيل أمد الحرب ويفاقم خسائر الجيش الإسرائيلي دون أي مكاسب استراتيجية، فضلاً عن عزلة إسرائيل عن جيرانها ودول العالم
.تداعيات متوقعة وصدام سياسيوفق بريك، إذا فشلت الحكومة في تغيير نهجها والانخراط بتنازلات حقيقية في المفاوضات، ستستمر الحرب دون تحقيق أي نتائج، وسيواجه الجيش مزيدًا من القتلى والجرحى والرهائن، فيما تحقق المقاومة قفزات نوعية سياسياً وشعبياً. كما أن تزايد الغضب الشعبي الإسرائيلي واحتجاجات عائلات الرهائن ينذر بأزمة أعمق في الداخل، مع احتمال اندلاع اضطرابات واسعة تضع الحكومة أمام مأزق سياسي خطير
.ويحذر بريك في مقالاته الأخيرة من أن الهجمات الشعبية الفلسطينية في الضفة الغربية قد تندلع خلال الفترة المقبلة، مع تراجع الروح المعنوية في صفوف الجنود الإسرائيليين وعجز الجيش عن الانتشار السريع بمناطق التوتر، ما يهدد الجبهة الداخلية والفكرة التقليدية للأمن الإسرائيلي










