في ظل احتجاجات متفرقة قادها جيل “زد” في عدد من المدن المغربية، استقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم بالدار البيضاء، الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء السعودي، الذي نقل رسالة شفهية من الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
مضمون الرسالة وردّ المغرب
بحسب ما نشرته وكالة الأنباء السعودية ووسائل إعلام مغربية، تضمنت الرسالة تحيات القيادة السعودية للعاهل المغربي، مع التأكيد على عمق العلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار.
من جهته، حمّل الملك محمد السادس الأمير تركي تحياته وتقديره للملك سلمان وولي العهد، وأشاد بالعلاقات الثنائية التي تجمع البلدين والشعبين في مختلف المجالات.
خلفيات الزيارة
تأتي هذه الزيارة عقب تقارير عن هبوط طائرة مرتبطة بالأسطول الملكي السعودي في مراكش نهاية الأسبوع، وهي عادةً ما تُستخدم في رحلات ولي العهد محمد بن سلمان الخاصة، ما أثار تكهنات حول زيارة مرتقبة للأمير السعودي إلى المغرب.
كما رافق الأمير تركي وفد سعودي رفيع المستوى إلى الرباط، حيث عُقدت اجتماعات مع مسؤولين مغاربة لبحث التعاون في قطاعات استراتيجية مثل الصناعة، التجارة، والاستثمار.
مباحثات واتفاقيات اقتصادية
التقى وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور بوزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، وأكّد الطرفان عزمهما على إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الاقتصادية.
أشاد مزور بالسعودية باعتبارها الشريك الاقتصادي الأول للمغرب عربيًا وأحد أكبر المستثمرين فيه.
أوضح أن المباحثات تهدف إلى تحفيز الاستثمارات السعودية في المغرب وتوسيع الصادرات المغربية إلى السوق السعودية، بما يدعم القدرة الإنتاجية الوطنية ويوفر فرص عمل للشباب.
من جانبه، شدّد الفالح على أن زيارته تعكس رغبة مشتركة في إطلاق مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي.
وخلال الزيارة، جرى توقيع اتفاقية لتعزيز وحماية الاستثمارات المتبادلة، بهدف خلق بيئة أكثر جاذبية للمستثمرين وتوسيع مجالات التعاون في قطاعات مثل السيارات، التعدين، والفوسفات.
علاقات تجارية راسخة
تُعد السعودية أكبر شريك تجاري للمغرب في العالم العربي. ففي عام 2021 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 0.76 مليار دولار، فيما سجّل الربع الأول من عام 2022 نحو 772.2 مليون دولار. أما الصادرات السعودية إلى المغرب فقد بلغت 1.68 مليار دولار في العام ذاته، ما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين.










