كشفت وسائل إعلام عبرية عن أن مصير ميليشيا “ياسر أبو شباب”، الناشطة في جنوب قطاع غزة، بات محل جدل بين عدة سيناريوهات متباينة، وسط ترتيبات المرحلة الانتقالية التي ستعقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة حماس برعاية مصرية، قطرية، وأمريكية، وفقا لخطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “إسرائيل هيوم”، فإن حماس تسعى إلى تفكيك الميليشيا بشكل كامل كجزء من إعادة ترتيب المشهد الأمني في القطاع، بينما تبرز مطالب مقابلة، خصوصا من أبو شباب نفسه، تطالب بـ”حماية دولية مؤقتة” لعناصره خلال فترة وقف إطلاق النار، خوفا من تصفية جماعية تحت غطاء الهدنة.
حماية أم تصفية؟
وفي تصريحات نقلت عنه عبر وسائل إعلام إسرائيلية ودولية، قال ياسر أبو شباب:
“نريد حماية دولية خلال وقف إطلاق النار”،
محذرا من أن عناصره مهددون بالتصفية. وأكد أن مجموعته تمثل امتدادا لشبكات قبلية واجتماعية في جنوب القطاع، خصوصا شرق رفح، نافيا وجود تنسيق عملياتي مباشر مع إسرائيل، لكنه لم ينف الاتصالات الإنسانية عبر وسطاء.
موقف حماس: مهلة وتنصل
من جانبها، أمهلت وزارة الداخلية في غزة، التابعة لحركة حماس، أبو شباب عشرة أيام لتسليم نفسه، متهمة إياه بـ”الخيانة، التخابر، وتشكيل عصابة مسلحة”، في خطوة تشير إلى تصعيد قانوني وأمني ضده وضد مجموعته.
وأكدت مصادر تابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية أن أبو شباب “خائن لا يتمتع بأي حماية”، ما يرجح أن الحركة ماضية في خيار إقصائه أمنيا وتنظيميا، خاصة مع بدء تطبيق ترتيبات وقف إطلاق النار.
صراع داخل إسرائيل حول التعامل معه
في الداخل الإسرائيلي، نقلت “إسرائيل هيوم” عن مصادر أمنية وجود خلاف بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك بشأن كيفية التعامل مع الميليشيات المحلية بعد وقف القتال.
ففي حين يطرح الجيش إمكانية إيواء عناصر هذه المجموعات مؤقتا تحت رقابة أمنية مشددة، يحذر الشاباك من مخاطر أمنية ومدنية، ويرى أن وجود مثل هذه التشكيلات قد يفاقم حالة عدم الاستقرار في مرحلة انتقالية حساسة.
خارطة نفوذ.. ومنطقة إنسانية محتملة
تشير تقارير ميدانية إلى أن نفوذ ميليشيا أبو شباب يتركز في مناطق شرق رفح، التي كانت تحت إشراف القوات الإسرائيلية خلال العمليات الأخيرة، وتطرح فكرة إنشاء “منطقة إنسانية” كإطار مؤقت لإدارة تلك المنطقة، بعيدا عن نفوذ حماس، وهو ما يراه أنصار أبو شباب “نموذج حكم انتقالي” بحاجة إلى حماية دولية.
لكن مراقبين حذروا من أن مثل هذا النموذج قد يدخل غزة في حالة تشظ أمني، ويخلق ممرات موازية للسلطة، مما يعقد من جهود إعادة الإعمار وضبط المساعدات الإنسانية.
ثلاثة سيناريوهات محتملة
التقارير العبرية والعربية تتقاطع عند ثلاث فرضيات أساسية لمستقبل الميليشيا:
تفكيك مشروط: يشمل حل التنظيم ودمج عناصره في أطر مدنية أو أمنية تحت إشراف سلطة متفق عليها ضمن ترتيبات الهدنة، وهو ما تسعى إليه حماس بقوة.
حماية مؤقتة: استمرار وجود محدود للمجموعة في جيوب نفوذ ضيقة تحت رقابة دولية أو عسكرية قصيرة الأمد، لمنع التصفيات وملء الفراغ الأمني.
انكفاء موضعي: تراجع النشاط إلى مناطق معزولة، ما يعرض عناصر الميليشيا لمخاطر عالية تشمل التصفية أو الاختراق، خاصة في حال غياب أي ضمانات فعلية.
البعد الإنساني والتحديات الأمنية
يرتبط مستقبل هذه الميليشيات المحلية بقدرة اتفاق الهدنة على إحكام السيطرة على المعابر ونقاط توزيع المساعدات، بما يمنع انزلاق الأوضاع نحو اقتتال داخلي أو تدخلات غير منظمة. ويرى محللون أن تعدد مراكز القوة المسلحة في غزة هو تهديد مباشر لفرص السلام والاستقرار.
مصير ميليشيا ياسر أبو شباب
يظل مصير ميليشيا ياسر أبو شباب معلقا بين سيناريو التفكيك التدريجي أو الحماية المؤقتة، مع رجحان كفة الانكماش والنهاية التنظيمية في حال استعادت حماس قبضتها الأمنية خلال الهدنة.
لكن المصير النهائي سيتوقف على مدى التزام الأطراف بآليات التنفيذ الميداني، وطبيعة الترتيبات الأمنية على الأرض، في واحدة من أكثر قضايا “اليوم التالي” تعقيدا في اتفاق وقف إطلاق النار.









